ظاهرة ترك المخلفات في الأماكن العامة

 

محمد بن سعيد الرزيقي

البيئة بمفهومها الواسع، تشمل كل ما يُحيط بالإنسان من مرافق عامة، وعناصر طبيعية من تربة وماء وهواء ونباتات، وبالجملة البيئة هي مجموع الكائنات الحية، وغير الحية التي تشارك الإنسان في العيش على كوكبنا الأرضي. وإنها تسبح الله تعالى وتطيعه يقول الله تعالى: "وما من شيء إلا يسبح بحمده" (سورة الإسراء: 44)، غير أنني في هذه المساحة الصغير ألقي الضوء على إحدى الظواهر البيئية، التي باتت تتكرر وتتسع شيئا فشيئا، ألا وهي ظاهرة رمي أو ترك المخلفات والفضلات مكشوفة في الأماكن العامة، وعلى الشواطئ والمتنزهات، وعلى الطرقات، وأذكر هنا بعضا من صور هذه الظاهرة:

الصورة الأولى:

أن تجلس الأسرة أو مجموعة من الشباب في مكان عام، ثم إذا ما انتهوا من جلستهم تلك تركوا من خلفهم الأكياس، والعلب الفارغة، وبقايا الطعام وغيرها من المخلفات تعبث بها الرياح؛ فتشوه منظر المكان وجمالياته.

الصورة الثانية:

شخص يقف بسيارته أمام منزله أو في أحد الأماكن العامة، أو بمحاذاة أحد الشوارع، ثم يقوم برمي ما تجمع من زبالة في سيارته وبعثرتها في العراء، غير عابئ بما يتركه هذا الفعل الشنيع من أثر سلبي على البيئة، وتشويه للمنظر العام.

الصورتان المذكورتان ـ وللأسف ـ تتكرران باستمرار ولا ينكرهما أحد، ومن وجهة نظري أنَّ الأسباب التي أدت إلى صدور هذه الأفعال من هؤلاء الأشخاص هي قلة الوعي البيئي، وعدم مبالاتهم بما تؤول إليه تصرفاتهم من تشويه للشوارع وللمناظر الطبيعية، وكذلك عدم غرس القيم البيئية في نفوس الناشئة؛ خصوصا وأن ديننا الحنيف حثَّ على المحافظة على البيئة في كثير من أحاديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعلى سبيل المثال لا الحصر ما جاء في صحيح ابن حبان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق"؛ حيث يُستفاد من الحديث الشريف أن أحد الشواهد التي تدل على إيمان الشخص هو دفعه المؤذيات عن الطريق، والأذى في الحديث النبوي يشمل كل أذى بما فيه التلوث البيئي؛ فانظر أخي الكريم كيف يشجع الإسلام على المحافظة على البيئة. لذا يتوجب على المجتمع غرس القيم البيئية في نفوس الناشئة، ولا شيء أنفع لمخاطبة النفوس مثل توجيهات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فقد حفلتا بالكثير من الأوامر والنواهي، ما يجعل الفرد أكثر التزاما، وانضباطا تجاه البيئة، وهي مسؤولية يشترك في تحقيقها الأسرة في البيت، والمدرسة وأفراد المجتمع.

وختامًا.. نقول لهؤلاء: ما هكذا يكون شكر النعمة! فقد منحنا الله تعالى أماكن جميلة، وطبيعة ساحرة خلابة تهوي إليها النفوس، وتسر برؤيتها الناظرين، خاصة وأن مجمعات القمامة بجواركم على بعد خطوة أو خطوتين منكم، وإن لم تجدوها بقربكم؛ فهلا حملتموها على سياراتكم إلى أقرب مجمع قمامة.

تعليق عبر الفيس بوك