ثروات على أكتاف الجياع

 

‏راشد بن حميد الراشدي

عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

 

 

إنِّه عالم فريد قذف بالباطل على الحق ليزهقه لكن إرادة الله فوق كل شيء والخاسرون هم الظالمون، هكذا هي مسارات الحياة اليوم وكما يطلقون عليها العالم الجديد.

ثروات على أكتاف جياع العالم الظالمين هي الهدف الأسمى من تشكل النظام العالمي الجديد جياع لا يسد رمقهم ما يشبعهم ويشبع شيعهم بل تمادوا في كنز مليارات الدولارات وحصدها على اكتافهم من ضعفاء العالم بأسره وبشتى الوسائل القذرة فتشكل فريقان لا ثالث لهما في مختلف دول العالم إما جياع ينهشون لحم الضعفاء أو ضعفاء استسلموا لمصيرهم المحتوم من فقر وبؤس.

إنِّه نظام الحياة الفاسدة الدنيئة اليوم فلقد أشعلوا نار الفتن في مشارق الأرض ومغاربها بشتى أساليبهم القذرة من حروب وأمراض ونهب وسرقة وظلم وفجور وضلاله ليحصدوا من ورائها الثروات بالتنكيل والقتل والظلم لم يردعهم رادع ولم يقف في وجههم ضعيف يقاوم رمق الحياة.

إنه عالم غريب عجيب الذي انتحل فيه السيئ من البشر صفة الكريم وأصبح يقود الأمم وتلاشى فيه العزيز صاحب الأصول وصاحب العلم والقيم فحكم العالم وحكمت الدول بغير منهاج الله والأخلاق الفاضلة وفطرة الأمم التي أوجدها الله في أرضه حتى بات كل شيء غريب ضاعت من خلاله: قوام الأمم وأخلاقها وأسس حياتها وبات الحق باطلا والباطل أصبح عدلا وحقا يجب أن يتبع من جميع الأمم حتى ضاقت الأنفس والأرض بما رحبت من شدة الطغيان والألم.

كنزوا الأموال ليملكوا العالم وعاثوا في الأرض فساداً ورحلوا ولم يأخذوا معهم شيئاً وأورثوا طغيانهم لأبنائهم وشيعهم ليواصلوا طريق الظلم والضلالة دول بأكملها تحكمت بمصير عالمنا ومجتمعات وفئات قليلة في دول كثيرة تحكمت بمصائر شعوبها وقوت يومه فغدت الطبقية الرعناء تجتاح العالم بأسره لتنبئ بمستقبل قاتم يجتاح البشرية مع الأمل بالله فهو المتحكم في الأمور المصرف لها فمهما بلغ الإنسان من الجور والطغيان فمصيره زائل بائد.

إنني أتمنى أن تتعايش البشرية مع فطرتها وتعود لرشدها وهديها وهدي نبيها خاتم الأنبياء والمرسلين آخذة بنهجه القويم الصالح رافعة سيف الحروب والأوبئة والفتن متعايشة في سلام الآمنين مراعية الفقير والضعيف قبل الغني ليصبح المرعى أخضر والحياة منهاجا صالحا والأقوات مقسمة بين الغني والفقير ولتنعدم الطبقية الظالمة لتعيش جميع الشعوب في هناء وخير وصلاح وتنعم بفضائل الرحمن ونعمائه.

حفظ الله أوطاننا وأسبغ عليها خيراته وأنعُم على أهلها بجود كرمه وفضله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فعسى الله أن تكون الثروات لأفواه البشرية جمعاء بإذنه وعسى الله يطمس كيد الظالمين.