محاربة الفساد.. مصلحة وطنية

 

صالح بن عوض الحمحمي

لا يختلف اثنان على أن "الفساد" بكل صوره وأشكاله هو ذلك "السرطان الخبيث" الذي إن تغلغل في جسم الدول، فإنه سيوصلها إلى حتفها في نهاية الأمر، إن لم يجد من يتصدى له بكل حزم وشدة قبل أن يستشري في كل جزءِ منها.. الفساد هو الأكثر فتكاً بالدول والشعوب، فهو يقضي على الأخضر واليابس.

إنِّه المدمر الأول لقوة الدول من الداخل، وخطورته لا تقل عن خطورة عدو قد يأتي من الخارج، فالدول التي تبتلى بالفساد تتحول من قوة إلى ضعف، ومن تقدم إلى تأخر في كل المجالات، فتصبح دولاً متهالكة، رغم أنها تمتلك الشيء الكثير من الثروات الاقتصادية.

الفساد معناه أن تصبح الدول غير قادرة حتى على توفير لقمة العيش الكريمة، والمسكن الآمن لمواطنيها، رغم غناها وكثرة خيراتها.. فالمفسدون هناك ينهبون كل شيء ليبقوا وحدهم المتربعون في الغناء الفاحش.. ذلك يحدث كله في ظل غياب الرقابة، والمُحاسبة، والتشهير من قبل بعض الحكومات، لأولئك الذين يتجرأون على نهب ثروات الدول والشعوب، دون حق مشروع؛ لدرجة أنَّ الأمر في بعض الدول وصل حد اعتبار الحديث عن الفساد والمفسدين من "المحرمات" يُعاقب عليها القانون، وقد يزج إلى السجون بكل من يجرؤ على الحديث عنه.

وفي مثل هذه الأجواء يجد كل مُفسد فرصته في نهب المزيد من الثروات، والحصول على الثراء الفاحش، حيث البيئة مُهيئة لهم بعيدا عن أي عقاب يطالهم، ومحاسبة تردعهم إن ثبت عليهم الأمر..

إنَّ محاربة الفساد يجب أن تكون من أولويات الدول، والحكومات، إن هي أرادت لنفسها البقاء والاستقرار، ولشعوبها الرفاهية والتقدم.. لكن ما يؤسف له أنَّ هناك من الدول من تساهل كثيرا في موضوع الفساد هذا، مما أدى إلى "توالد" المفسدين فيها، وانتشارهم كالنار في الهشيم.

تعليق عبر الفيس بوك