لقائي مع سعادته

 

جابر حسين العماني

Jaber.alomani14@gmail.com

 

من بين المقالات المُهمة في نظري والتي نُشرت لي في جريدة الرؤية العُمانية سابقًا المقال الذي حمل عنوان: "اسمعوا الشباب"؛ حيث ذكرتُ في إحدى فقرات المقال: "ينبغي على المسؤولين والمختصين والقائمين على الشأن الاجتماعي مراعاة أهمية الاستماع للشباب وعدم تهميشهم، فإنَّ الابتعاد عن الاستماع لأفكارهم يفوت علينا الكثير من أفكار التطور والرقي والازدهار التي تتناسب مع عصرنا الحاضر؛ لذا يجب أن لا نقف في مكاننا، بل نسير إلى مستقبل مشرق زاهر بخطى ثابتة مبنية على فكر وإبداعات الشباب" فعن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب أنَّه قال: "شَيئانِ لا يَعرِفُ فَضلَهُما إلّا مَن فَقَدَهُما: الشَّبابُ، وَالعافِيَةُ".

ومن الضروري جدًا أن نعترف بأنَّ الشباب العماني جمال الحاضر وضمان المستقبل، وهم المحرك للحياة العمانية والقلب النابض والمجدد والمطور للوطن، وهم طليعة المجتمع والقوة الاجتماعية الفاعلة التي تستطيع قهر التحديات وتذليل الصعوبات، فالشاب العماني الواعي يمثل الطاقة الحيوية والثروة الوطنية الغالية التي يجب استغلالها في خدمة الوطن وازدهاره ونجاحه وتألقه بين الأمم، فذلك هدف سام لا يمكن تحقيقه إلا بالاستماع إلى مبادرات ومقترحات وآراء الشباب، فتلك مسؤولية مُلقاة على عاتق المسؤولين بالدرجة الأولى، وهم من يجب أن يستمعوا وينصتوا لآراء الشباب.

وخلال لقائي بسعادة عوض بن عبدالله المنذري والي صحم، الذي تشرفت بدعوة كريمة من سعادته في إطار تشجيع وتنمية مهارات شباب الولاية، كان اللقاء مثمرًا جدًا، وتشرفت فيه بإهداء سعادته مؤلفاتي التي أسأل الله أن تكون نافعة في خدمة الوطن والمواطنين، فكان سعادته سعيدًا بما قدمناه من جهود فكرية في خدمة المجتمع، وكان مستمعاً لبقاً متفاعلاً مع حديثنا. ثم تطرق سعادته إلى أهمية استغلال طاقات الشباب وتسخيرها في خدمة الولاية والوطن، والاهتمام بالتطوير؛ حيث عرض علينا بعض الإنجازات والمبادرات التي تحققت في الولاية، ثم عرضنا على سعادته بعض المقترحات التي تحتاج إليها الولاية؛ مثل: تفعيل حصن صحم واستغلاله في إقامة الفعاليات ‏الثقافية، ‎‎والعمل على توفير مواصفات السلامة كالحواجز الآمنة للممرات الداخلية في داخل الحصن بما يتناسب مع التراث العماني الأصيل، وتفعيل الحصن لعرض المنتجات التراثية العمانية، وتهيئته ليكون مزاراً سياحياً وواجهة للولاية، وتشجيع الأسر المتعففة والمنتجة على المشاركة في فعاليات الحصن التراثية.

كان سعادة الشيخ والي صحم مستمعا جيداً لما تطرقنا له، ويستحق الشكر الجزيل لاهتمامه البالغ في استغلال طاقات الشباب والاستماع إلى أفكارهم وآرائهم لتحقيق إنجازات أفضل في خدمة الولاية والوطن بشكل عام وتفعيلها على الواقع بما يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا العمانية الأصيلة.

كانت وما زالت ولاية صحم تشهد العديد من الإنجازات التنموية والاجتماعية والثقافية التي يفخر بها أبناء الولاية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الإخلاص في العمل والتعاون بين أبناء الولاية والمسؤولين عليها، وبالطبع فإنَّ ذلك لا يعني أنَّ الولاية اليوم في أحسن أحوالها، بل هي بحاجة إلى مزيد من الجد والاجتهاد وتظافر الجهود وذلك لا يكون إلا بتسخير الجهود، فتلك مسؤولية عظيمة ملقاة على عاتق الجميع.

فكم نرجو من الله تعالى أن تكون ولاية صحم معلما معروفا من المعالم العمانية الأصيلة والجميلة بحصنها وكورنيشها ومزارعها وأسواقها، وهذا ليس بغريب على ولاية صحم وأهلها، فهي تنعم بجهود شبابية فاعلة تسعى دائمًا وأبداً من أجل التطوير والازدهار ورفع اسم الوطن عالياً خفاقاً، تحت راية سلطان عمان جلالة السلطان هيثم بن طارق المُفدى- أيده الله- وأمد في عمره أعوامًا مديدة.