بين التدريب والعمل.. شروط قاسية

 

‏راشد بن حميد الراشدي

عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

 

فلذات أكبادنا طلاب العلم الذين أفنوا شبابهم من أجل طلب العلم وتحصيله لينالوا الدرجات العالية التي تؤهلهم للالتحاق بأفضل الكليات وأعلاها تقديراً ككليات الهندسة بجميع تخصصاتها (أنموذجًا).

فلقد تخرجوا وحصدوا شهاداتهم بعد سنين من الجد والاجتهاد فكانت الصدمة التي قصمت ظهر البعير هي تأخر توظيفهم وآليات توظيف هؤلاء الخريجين وعمان بلد بكر تمتلئ بالشركات التي تعمل فيها القوى الوافدة وبكثرة والتي يجب أن تُرفد بأبناء الوطن.

شركات تجاهد ليل نهار من أجل عدم إحلال المواطن وإذا تمَّ إحلاله وبشروط عجيبة منها التدريب على رأس العمل أو المقرون بالعمل، وهذا منهاج جيِّد، لكن أن يكون مهندساً قضى 5 سنوات في الدراسة ثم يكون هذا التدريب لمدة سنة أو سنة ونصف السنة بعلاوة 200 ريال، وإذا تمَّ اختياره لا يتجاوز راتبه 650 ريالا لحملة البكالوريوس و550 ريالا لحملة الدبلوم بعد عام ونصف العام من التدريب وحسب الشواغر الممكنة، بينما يتقاضى المهندس في بعض الشركات الحكومية أو الخاصة أكثر من 1200 ريال فور تخرجه، علماً بأن العلاوة المعطاة للمتدرب 200 ريال من الحكومة وليست من الشركة الملتحق للتدريب فيها، وهذا يعني أن الشركة تحصل على مهندس يعمل فيها طوال عام ونصف العام دون أن يكلفها راتبًا طوال فترة تدريبه.

وراتب شهادة البكالوريوس في القطاع الحكومي تم تحديده في بداية عمل الموظف بمبلغ لا يقل عن 785 ريالا، فلماذا لا يكون الحد الأدنى لتوظيف المهندسين بنفس آلية القطاع الحكومي؟ ولماذا يكون التدريب طويلًا جدًا ولا يقتصر على ستة أشهر؟ ولماذا لا تصرف علاوة من الشركة للمتدرب؟

إنَّ على الحكومة أن تضغط على الشركات المستفيدة من مختلف العقود بالملايين، وقد بات ذلك مطلبًا ضروريًا؛ حيث يجب على  الشركات رد الجميل للوطن وللحكومة، أما ما يحدث اليوم من توظيف مقرون بالعمل فهو استخفاف بأبناء الوطن في حاجتهم للعمل، وهضم لأبسط حقوقهم بعد أن بذلوا الجهد في الدراسة بمختلف مراحلها.

إنني أدعو الجهات المعنية بالتوظيف ومراقبة سوق العمل لمحاسبة تلك الشركات، خاصة التي تستفيد من خبرات ومكتسبات الوطن، وكذلك دراسة حالة هؤلاء المهندسين خريجي الدفعات التي لم تتوظف في رفع سقف رواتبهم والعلاوات عند تدريبهم وإيجاد عمالة وطنية في مختلف التخصصات، وأن يكون الحد الأقصى لتدريبهم 6 أشهر والاستغناء عن الوافد الذي يتحكم في الكثير من الوظائف؛ ليظل الوطن شامخا بأبنائه في جميع المحافل والأماكن، فأبناء عُمان يستحقون الأفضل. وما ذكرتُ وظيفة المهندسين إلا كنموذج من نماذج التخصصات الكثيرة التي تنتظر التعيين والحصول على الوظائف التي تسهم في بناء الوطن.

حفظ الله عُمان وسلطانها وأهلها وأدام عليها الخير والرفاه.