توصيات بتشجيع "البيوت المحمية" وإيحاد حلول مبتكرة للتحديات

دراسة بحثية لكفاءة الإنتاج في الزراعة المحمية وتحديد الموارد "الأكثر استنزافًا"

...
...
...

◄ الدكتورة نوال المزينية: ملوحة المياه أكثر العوامل تأثيرًا على كفاءة الإنتاج الزراعي

مسقط- الرؤية

أجرى فريق بحثي من جامعة السلطان قابوس، بقيادة الدكتورة نوال بنت خميس المزينية وعضوية عدد من الباحثين، دراسةً بحثيةً في كفاءة الإنتاج بالبيوت المحمية لمرحلة تحليل البيانات ومرحلة العوامل السياقية في سلطنة عُمان.

الدكتورة نوال المزينية.jpg
 

وقالت المزينية إنَّ هذا المشروع يقدم مسعًا بحثيًا لتحديد أكثر الوسائل كفاءةً واستدامةً لاستخدام الموارد في القطاع الزراعي وبالأخص في البيوت المحمية. وأضافت: "تمحورت هذه الدراسة حول تحديد الموارد الأكثر استنزافًا في الزراعة المحمية والتي تُعد احتياجًا أساسيًا في الدول التي تُعاني من ندرة الموارد الطبيعية كما هو الحال في عُمان؛ حيث تضيف تحديد هذه الموارد يساهم في رفع نسبة المساهمة في الناتج المحلي، كما يساهم في تحقيق الاستدامة. وبينت الباحثة أن هذه الدراسة عملت على تقييم كفاءة أداء المزارعين في البيوت المحمية، وتحديد نسبة الهدر في الموارد، وذلك على مرحلتين؛ المرحلة الأولى تضمنت تحليل الكفاءة؛ حيث أظهرت النتائج مستوى عاليا من عدم الكفاءة في استخدام مدخلات الإنتاج في الزراعة المحمية بلغ 79%، واستنزافًا مفرطاً في الموارد لا سيما في المياه والكهرباء، بينما درست المرحلة الثانية تأثير العوامل السياقية التي يمكن أن تؤثر بشكل غير مباشر في كفاءة الإنتاج.

وأظهرت النتائج أن المزارعين الذين كانوا يعملون في جهات حكومية تُعنى بالقطاع الزراعي هم أكثر كفاءة من غيرهم، وهذا يعُود إلى الروابط (العلاقات) المهنية التي قاموا ببنائها مع المعنيين بالزراعة المحمية والتي أتاحت مواكبة اللوائح والتقدم التكنولوجي ووفرة موارد الإنتاج بأسعار أفضل، أيضا أظهرت نتائج الدراسة بأن ملوحة المياه هي أكثر العوامل تأثيرًا على كفاءة الإنتاج الزراعي.

وذكرت المزينية أن المشروع هدف إلى دراسة كفاءة الإنتاج في الزراعة المحمية، وتحديد الموارد الأكثر إستنزافًا فيها، وتحديد نسبة التقنين في المدخلات لتحقيق الكمية نفسها من الإنتاج السابق بمدخلات أقل، وإيجاد العوامل السياقية التي لا تعد مدخلات أو مخرجات، لكن يمكن أن تؤثر بشكل غير مباشر في كفاءة الإنتاج في الزراعة المحمية.

وأظهرت النتائج البحثية في مرحلة تحليل الكفاءة، مستوى منخفضًا من الكفاءة في استخدام مدخلات الإنتاج في الزراعة المحمية التي بلغت 79%، واستنزاف مفرط في الموارد لا سيما الكهرباء والمياه؛ حيث تبين أن كفاءة استهلاك المياه والكهرباء بلغت 54% و46% على التوالي؛ وهي نسبة منخفضة جدًا ينبغي أن تؤخذ بعين الإعتبار، بحسب الدراسة. وخلصت الدراسة إلى تأكيد الحاجة الماسة لتكثيف برامج التوعية والتدريب لتعزيز كفاءة المزارعين، واستدامة الزراعة المحمية وتحفيز الاستغلال الأمثل للموارد. وأوصت الدراسة بتغيير سياسة الدعم الحكومي وربط أحقية الحصول على الدعم بالاستغلال الأمثل للموارد.

أما في مرحلة تحليل العوامل السياقية، أظهرت النتائج أن ملوحة مياه الري العامل الأكثر تأثيرًا على كفاءة الإنتاج في الزراعة المحمية. ودعت الدراسة لإيجاد بدائل مثل استخدام المياه ذات الجودة المنخفضة في أجهزة التبريد الصحراوي عوضًا عن الماء العذب، واستخدام الطاقة الشمسية لتشغيل البيوت المحمية. وحثت الدراسة على تشجيع الزراعة بالبيوت المحمية من خلال زيادة أعدادها وتجويد عملها.

يشار إلى أن هذا البحث فاز بإحدى جوائز الجائزة الوطنية للبحث العلمي في دورتها الثامنة لحملة شهادة الدكتوراه.

وتقدمت الدكتورة نوال المزينية بالشكر الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار على دعم البحوث العلمية، والنهوض بمستوى البحوث المقدمة من مختلف التخصصات، ودور هذا الدعم في تأهل البحث للنشر في مجلة علمية محكمة وبمعدل بحثي مرتفع. كما توجهت الميزينية بالشكر إلى جميع أعضاء الفريق البحثي المكون من الدكتورعبدالرحيم بن محمد الإسماعيلي، والدكتور عمار أوكيل من جامعة السلطان قابوس، وكذلك المزارعين الذين تعانوا مع الفريق البحثي.

تعليق عبر الفيس بوك