راشد بن حميد الراشدي *
إنه أخي وصديقي الكاتب والإعلامي والمُفكر علي عبدالله الهويريني الذي جمعتني به الصدف قبل ثلاث سنوات عن طريق دعوة وجهت له لزيارة صلالة فكان الوصال بيني وبينه عن طريق الاتصال دائما.
عشق عُمان وغاص في حبها وتغنى بها في كل محفل كما عشق كل الأوطان فسردها سردا وفي كل تواصل بيني وبينه كان يمتدح عُمان وأهلها في حديثه الخالص من قلب رجل مُحب للأوطان ولعُمان فكانت كلماته تخرج كلآلئ مكنونة تنبعث لتجد قلب كل عماني مرحبا بها.
كان حديثه شجناً من المحبة لله ووصالا له ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولتجارب عميقة من الحياة ذكرها في لقاءاته المتعددة والمقاطع المصورة له.
زخم كبير من المعزين والذاكرين لسيرته العطرة تم تناقلها في وسائل التواصل الاجتماعي من مختلف الدول العربية ينعون وفاته ويتداولون مقاطعه المصورة عبر برامج الوتس اب واليوتيوب والتوك توك والانسجرام وغيرها من البرامج الأخرى.
حيث نعزي اليوم أنفسنا أولاً ونعزي أولاده وأهله وجميع محبيه ثانياً ولا نقول إلا كما قال الله رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وقوع مصيبة الموت : (إنا لله وإنا إليه راجعون)
البقاء لله فكلنا راحلون ولكن عندما يرحل الأوفياء المحبون لأوطانهم وأبنائهم الغارسون ثمار الخير والصلاح فإن لرحيلهم الفقد الكبير ولأثر كراماتهم وأفعالهم خسارة لمن أحبهم فلقد بادلنا الفقيد الراحل الحب بالحب والعاطفة بالعاطفة والإخلاص بالإخلاص فذاب كل شيء بيننا حتى صرنا نعرفه عن قرب وكان الوفاء منه لنا تاجاً على رؤسنا نحمل ذكرياته وكلماته بين أفئدتنا لتبقى تلك الذكريات نسيج حياة ممتدة إلى لقاء قريب بيننا وبين من أحببناهم في هذه الدنيا في جنة عدن التي وعد الله بها عباده المتقين.
رحل وارتحلت معه تلك الكلمات العفوية الراقية والتي أحبها الجميع ليرتقوا بها في سجل معارفهم ومفاهيمهم ولتطبع على تلك القلوب المحبة لتلك المقولات والكلمات الجميلة الحالمة بالخير.
توفي أخي علي وقد حملت ذكراه معنا كل جميل وأفئدة محبيه تدعو له بالخير والمغفرة والإحسان والرحمة.
ولتستنهض عُمان ذكراها القريبة من هذه الشخصية المحبة للنور والمحبة لبلد السلام عُمان.
فألف رحمة نرسلها إلى روحك الطاهرة من بلدك العزيز عليك عُمان ورحمة الله تغشى عباده المؤمنين.
لقد رحل الهويريني وبقيت كلماته التي سيبقى أثرها باقياً بإذن الله.
* عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية