عبر نظام "بيان" الجمركي والخدمات الشرطية المقدمة

تسهيلات جمركية متعددة لدعم جهود التنويع الاقتصادي وفتح الآفاق العالمية أمام المنتجات العمانية

 

◄ السلطنة الأولى خليجيًا في مؤشر التجارة عبر الحدود بفضل جهود "الجمارك"

◄ 3 ثوانٍ.. المدة التي استغرقها أسرع تصريح عبر "بيان"

◄ "الممر الجمركي الآمن" مبادرة لربط المنافذ البحرية والجوية والمناطق الحرة

 

الرؤية- ريم الحامدية

 

تسعى الإدارة العامة للجمارك بشرطة عمان السلطانية إلى توفير كل السبل من أجل الإسهام في الجهود المتنوعة لتحقيق التنويع الاقتصادي، وذلك من خلال ما تقدمه من خدمات نوعية وسريعة عبر نظام "بيان" الجمركي، والذي حظي بإشادة جميع المتعاملين من التجار وأصحاب شركات الاستيراد والتصدير.

وأكد النقيب ناصر الخاطري من الإدارة العامة للجمارك أن الخدمات التي تقدمها شرطة عمان السلطانية تشهد تطورا ملموسا في الجوانب التقنية والأنظمة الحديثة، لافتا إلى أن نظام بيان الجمركي يعد واحدا من أبرز هذه الخدمات النوعية؛ حيث يحتوي على 183 خدمة إلكترونية ويرتبط مع 53 جهة حكومية وخاصة، وتعاملت مع أكثر من 6 ملايين بيان جمركي و800 ألف تصريح، وحصل النظام على جائزة أفضل مشروع حكومي تكاملي؛ وذلك ضمن جائزة السلطان قابوس للإجادة في الخدمات الحكومية الإلكترونية عام 2018 بالإضافة إلى تحديث منظومة إدارة المخاطر ‏القائم على تقليل عمليات التفتيش الجمركي.

 

التخليص الجمركي

وأشار الخاطري إلى الخدمات التي يقدمها نظام "بيان"من أبرزها خدمة طلب التسجيل في نظام بيان وخدمة التخليص الجمركي المسبق وخدمة الدفع‏ الإلكتروني وخدمة الدفع المسبق للضريبة الجمركية وخدمة الدفع الأجل للضريبة الجمركية وخدمة التخليص بموجب ضمانات بنكية وخطية وخدمة رد الضرائب والضمانات وخدمة تجديد ترخيص نشاط التخليص الجمركي وخدمة طلب الاستيراد المؤقت وطلب تجزئة البضائع‏.

وقال الخاطري إن نظام بيان حقق مؤشرات عالية جدا في تسهيل العمل الجمركي ومن أبرها: 3 ثوان كأسرع تصريح تم إصداره عبر بيان، ‏ودقيقة وثمان ثوان كأسرع شحنة تم تخليصها عبر الموانئ، ودقيقة وتسع ثوان كأسرع شحنة تم تخليصها عبر المطارات، و90% نسبة الإفراج عن البضائع خلال الساعة الأولى من وصول البضائع.

وأكد الخاطري أن الدور الكبير الذي قامت به الإدارة العامة للجمارك في تسهيل التجارة وتعزيز القطاع اللوجستي ساهم في وضع السلطنة بصدارة مؤشر التجارة عبر الحدود؛ حيث حصلت السلطنة على المركز الأول خليجياً في مؤشر التجارة عبر الحدود ضمن تقرير ممارسة الأعمال 2020‏ الصادر من البنك الدول، حيث رصد فيه تحديث البنية الأساسية في ميناء صحار وإدخال عمليات التفتيش القائمة على نظام إدارة المخاطر الإلكتروني وتطوير نظام التدقيق الجمركي .

وتحدث الخاطري عن التسهيلات والمبادرات الجمركية المقدمة للمجتمع التجاري خلال مواجهة مرض كورونا، متمثلة في إطلاق خدمة التخليص عن بعد، وتتضمن عدم مطالبة مالك البضاعة أو من يمثله (المخلص الجمركي) بالحضور أثناء مباشرة عمليات التفتيش في الموانئ والمطارات، والاكتفاء بحضور سائق شاحنة في المنافذ البرية، وكذلك قبول نسخ من المستندات في حال تعذر إحضار المستندات الأصلية وقبول الضمان الخطي كبديل للضمان المالي وفق اشتراطات واضحة واعتماد دلالة المنشأ المثبتة على البضاعة في حالة تعذر إحضار شهادة المنشأ وتدشين بوليصة الشحن الجوي والتي تتيح للناقل تقديم وثائق الشحن إلكترونيًا عبر نظام بيان .

الممر الجمركي الآمن

وفي إطار ربط المنافذ البحرية والجوية والمناطق الحرة والمستودعات الجمركية بممرات جمركية آمنة، بيّن الخاطري أن الإدارة العامة للجمارك أطلقت مبادرة الممر الجمركي الآمن والتي تقوم على اعتماد استخدام رصاص وكيل الشحن عوضاً عن الترصيص الجمركي في الموانئ للحاويات المتجهة نحو المناطق الجمركية (سواء كانت نحو المناطق الحرة أو المستودعات الجمركية) الواقعة في نطاق لا يتعدى 50 كيلومتراً.

وقامت الإدارة العامة للجمارك بتفعيل نظام ‏النقل البري الدولي للبضائع (التير) والتي يعد بمثابة جواز مرور للبضائع العابرة؛ حيث تسمح بحرية انتقال البضائع من دولة إلى أخرى وتعزيز سرعة انتقال البضائع دون ‏الحاجة إلى اصطفاف الشاحنات في المنافذ والتأخير في عمليات التفتيش في كل مرة.

وعن دور أجهزة التفتيش الجمركي وأهميتها في العمل الجمركي، قال الخاطري إن أحد الأدوار الرئيسية التي تقوم بها الإدارة العامة للجمارك هو الدور الأمني، ولذلك فهي تعتبر خط الدفاع الأول للوطن من المخاطر والتهديدات بكافة أشكالها؛ حيث يتمثل دورها في حماية حدود السلطنة ووقاية المجتمع من الممارسات التجارية الضارة ومنع دخول المواد المقيدة والممنوعة إلى البلاد. وأضاف أن أجهزة التفتيش الآلي تمثل واحدة من أهم الوسائل الحديثة التي تتخذها الجمارك وتستخدمها لرفع كفاءة وقدرات منتسبيها في عمليات كشف وضبط المواد المهربة بالسرعة والدقة المطلوبة؛ حيث قامت شرطة عمان السلطانية ‏بتحديث منظومة أجهزة التفتيش الآلي من خلال توريد وتركيب عدد منها في مختلف المنافذ الجمركية، لتعزز من الدور الأمني بوجود الكادر المدرب .

وأكد الخاطري أهمية هذه الأجهزة في قدرتها على كشف واختراق الأجسام وتحديد مدى كثافتها وحجم المواد مهما كان نوع المادة وطريقة التغليف ‏أو التمويه المستخدم، وذلك من أجل تقليص زمن التخليص الجمركي والافراج عن البضائع وتعزيز الأداء الجمركي من حيث الرقابة على الواردات والصادرات وتأمين السلطنة من مخاطر عمليات التهريب ومنع الممارسات التجارية الضارة كالغش التجاري والتزوير، وبهذا يتحقق الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا الحديثة والتطبيق الصحيح لمنظومة إدارة المخاطر الجمركية والتقليل من التدخل البشري المباشر في التفتيش على البضائع .

إشادات واسعة

وتحدث فيصل الفطيسي صاحب مكتب تخليص معاملات جمركية عن آلية العمل المتبعة لإنجاز المعاملات الجمركية التي يسبقها التسجيل في نظام "بيان" الجمركي والذي يعتبر المنصة التي من خلالها يتم أرشفة وتسيير المعاملة، وقال إن ذلك يتم من خلال خطوات متبعة تبدأ بتسجيل المستورد أو المصدر للبضاعة في النظام، ثم تمر المعاملة بقسم تقييم المخاطر في الإدارة العامة للجمارك لتصنيفها وتحديد مسارها، ومن ثم يحدد مسار المعاملة بعد مرحلة تقييم المخاطر وتعطى أحد المسارات الثلاث، التي تبدأ باللون الأخضر وهو عبارة عن التخليص المباشر والعبور دون إجراءات قيد، واللون الأصفر وهو عبارة عن تفتيش الأوراق والتأكد من صحتها وتسهيل عبورها، واخيرا اللون الأحمر وهو التفتيش والتأكد من أمان الحمولة والتدقيق عليها كما أن لكل مستخدم صلاحية خاصة به تميزه عن الآخر وفق العمل المحدد له.

وبيّن الفطيسي أهمية المكاتب الجمركية في دعم التنمية الاقتصادية وإن مكاتب التخليص الجمركي مدمجة كليا مع الربط الإجرائي بالإدارة العامة للجمارك، و إن الجمارك تمثل جزء من الدخل العام للدولة، لذا فإن منظومتها لا تكتمل إلا بحلقاتها المتصلة، حيث إن لمكاتب التخليص الجمركي العين واليد المساندة في رفد وتسهيل كل ما من شأنه نجاح العملية الجمركية والتي تحمل على عاتقها الإخلاص والتفاني في العمل فهي تعمل طوال العام دون توقف، وأن نجاح هذه المنظومة المتكاملة جاء بتعاون الجميع .

وأشار الفطيسي إلى أن شرطة عمان السلطانية والمتمثلة بالإدارة العامة للجمارك تشهد نقلة نوعية في الأداء والتطوير الذي ساهم في الإرتقاء بمستوى العمل الجمركي، الذي يكون انعكاسه إيجابيا على مكوناته الثلاث (الطلب - مكتب التخليص- سلطة التنظيم) مشيرا إلى دور الإدارة العامة للجمارك في التسهيلات للمواطنين حيث من خلال مراكز تدريب لأصحاب المكاتب الجمركية بهدف إلمام الموظف للمعاملات المسنود إليه والقوانين والأنظمة الجمركية المعمول بها في إدارة الجمارك. مؤكدا أن للتسهيلات المقدمة لأصحاب المكاتب الجمركية الأثر الكبير في تحسين بيئة العمل وسهولة تخليص المعاملات.

وأكد الفطيسي أن نجاح هذه المكاتب يعود إلى التسهيلات المقدمة من الإدارة العامة للجمارك، مضيفا أن معدل المعاملات اليومية المنجزة في المكتب يتراوح بين 30- 40 معاملة.

التنمية الاقتصادية

وأبرز راشد الخروصي مسؤول شحن جوي من شركة "ترانزم ساتس للشحن" آلية العمل في التخليص الجمركي المقدم من قبل الإدارة العامة للجمارك؛ حيث تعتمد على نوع البضاعة الواردة وضرورة وجود بوليصة الشحن وكذلك الفواتير الخاصة بالبضاعة المشحونة وشهادة المنشأ ونوعيته، ومن ثم إرفاق جميع البيانات المذكورة في برنامج "بيان" التابع لشرطة عمان السلطانية، مضيفًا أن هذه الشركات داعمة للتنمية الاقتصادية للدولة حيث إن نسبة 67% من الايرادات تعود للحكومة.

وقال الخروصي إن من التسهيلات المقدمة من الشرطة هو برنامج "بيان" المطور والمؤهل لجميع أنواع البضائع الواردة إليهم، كما أن العاملين لدى الشرطة والتابعين للجمارك يقدمون الدعم المستمر لعملاء الشركة في تخليص المعاملات الجمركية بكل سهولة ويسر، مشيرا إلى وجود خدمة إمكانية تخليص المعاملة قبل وصول الشحنة.

وقال خميس الزعابي من مكتب مزايا شناص الوطنية "تساهيل" إن نظام "بيان" الإلكتروني يعد نافذة موحدة لتقديم الخدمات المتعلقة بالجمارك و تديره الإدارة العامة للجمارك بشرطه عمان السلطانية؛ حيث يسهم في تسهيل الإجراءات وتخليص المعاملات للبضائع وإنهائها بصورة متكاملة وسريعة، كما يعكس هذا النظام اهتمام الحكومة الرشيدة بتقديم التسهيلات للتجار وتخليص الأعباء الإدارية واللوجستية، مضيفًا أن آلية العمل تتم من خلال مخاطبة شركات التخليص الجمركي للشركات المستوردة أو المصدرة بإرسال كافة الوثائق المطلوبة لدى الجمارك على حسب البضائع المستوردة أو المصدرة لديهم، من ثم يقوم صاحب البضائع بإدخال كافة التفاصيل المطلوبة، كما هو موضح في الفواتير والمستندات ويتم تقديمها في النظام بهدف تسهيل العملية لشرطة الجمارك للتعامل مع البيانات المقدمة ومراجعتها بعد النظر للبضائع على متن الشاحنات وإرفاق كافة الوثائق المطلوبة لديهم، وتتم عملية إنجاز المعاملات والإفراج عنها في وقت قصير جدا.

وذكر الزعابي أن التسهيلات المقدمة من قبل شرطة الجمارك سهلت لهم الخدمات، وذلك من خلال تخليص كافة أعمال الجمارك إلكترونياً عوضًا عن السابق في نظام "مرسال"، مشيرا أنه في السابق كان على التاجر أن يستخرج بعض التصاريح المطلوبة لدى الجمارك بالذهاب إلى الوزارة المختصة لبضائعهم)، ولكن بعد التطور الذي شهدته الإدارة العامة للجمارك أصبح استخراج التصاريح لا يحتاج إلا بضع دقائق واستخراج التصاريح قبل الوصول إلى سلطنة عمان وذلك من خلال التقديم في نظام " بيان " مع إرفاق الوثائق المطلوبة وتتم مراجعتها من قبل الموظف المختص في الوزارة والإفراج عنها إلكترونياً بدل من حضور صاحب البضاعة إلى الوزارة. وأضاف الزعابي أن المعاملات الجمركية السنوية تقدر بحوالي 8 إلى 9 آلاف معاملة سنويا لكل مكتب تخليص جمركي.

تعليق عبر الفيس بوك