قانون نيوتن الثالث في الكاراتيه

المنذر بن محمد بن سالم العلوي

"كل فعل له ردة فعل مساوية له في القوة ومعاكسة له في الاتجاه".

هذا ما يحدث تماماً في إخراج القوة في الكاراتيه، لذلك لا يُمكن إخراج أصل القوة في أي حركة إلا بعد وجود الـ"هي كي تيه" أي قوة السحب، فإذا أردنا أن نخرج قوة كاملة من أي حركة، علينا أولاً سحب اليد المعاكسة بالقوة المراد إخراجها، وإن لم نطبق ذلك تخرج القوة ناقصة، ومن المستحيل أن تصل للأداء النموذجي المقصود، كذلك هو وضع التحرك من الثبات، علينا الاتجاه بنفس القانون والمبدأ، أي أن أخرج من نفس الثبات بتحرك قوي وأنهييه بنفس الثبات في نقطة تفريغ الطاقة.

فالكثير منِّا يقوم بأفضل الأساليب، ويصل لأفضل إتقان، ولكنه يفتقد الإدراك، في تطبيق قواعد الفيزياء أو الهندسة أو طرق ابتكارية، فإدراك الأشياء يُسهل الوصول إليها واختصارها، وأيضاً يسهم في عملية التطوير المرتبطة بتوسيع نطاق الفكر، وربط الحياة بالقواعد العلمية للسير دون عشوائية وبمنهاج علمي.

وتوضح لنا الكاراتيه كيفية الوصول لهذا الفكر العميق، وتعطينا أحد المفاتيح الموجودة في أحد تمارين الكاراتيه التي تكاد أن تكون مهملة في الوقت الحالي، ألا وهو تمرين التأمل، فالتأمل يوصلنا لمرحلة عميقة من إدراك ما نمارس، يربط الجسد بالعقل، ليصل المتأمل إلى نقطة وعي يستطيع فيها أن يدرك الارتباط العلمي بالسلوك الجسدي، ويستطيع بعدها أن يقوم ويصحح سلوكياته، ويحورها إلى طرق علمية تقوده إلى الارتقاء المعرفي والحياتي.

فلكل فعل ردة فعل، وكل مُمارسة تأمل، فرياضة الكاراتيه تعطينا ردود أفعال فكرية، مساوية لنوعية التأمل ومعاكسة للاتجاه الرياضي نحو الاتجاه الحياتي، لذلك فإنَّ التفكير العميق بعد ممارسة الكاراتيه، أوصلنا إلى إدراك أن قانون نيوتن الثالث هو أحد الأسباب المؤدية لطريق قوة إخراج الحركة، فالكاراتيه بها الفيزياء العملية.

تعليق عبر الفيس بوك