الحياة في زمن الكورونا

رُدينا مصطفى وحيد

استيقظت صباحاً مُنزعجةً كالعادة من صوت المنبه الذي لطالما حاولت تحطيمه وتلك النغمة التي تزعج أذناي بشدة وكأن صوتها يرتفع بكل ما استطاع من قوة لإجباري على الذهاب إلى ذلك المكان الذي يُدعى بـ"المدرسة"، لم أكره المدرسة بكل صراحة ولكن ما كرهته حقاً هو الاستيقاظ باكرًا. استجمعتُ قواي لأنهض من الفراش وأعيد روتيني اليومي المُمِل حتى يأتي وقتي المفضل من اليوم وهو وقت احتساء القهوة، تلك الرائحة المنبعثة منها هي حقاً التي تصنع يومي، هرولت للذهاب إلى حافلة المدرسة بعد تأخري عشر دقائق عن الموعد المُحدد لا بأس.. فأنا لم التزم أبداً بمواعيدي، وكثيراً ما أزعجني هذا الأمر وأزعَج غيري أيضاً؛ لذلك أحاول أن أصبح ملتزمة ولكن لنتجاوز هذه المرة.

لقد كان طريق المدرسةِ جميلاً حقاً؛ كُنَّا نرى في طريقنا الكثير من الأشجار والمناظر الخلابة والزهور مختلفة الألوان ورغم اختلاف ألوانها وأشكالها إلا أنها تبدو متناسقة وجميلة تبدو كأنها لوحة فنية مُتقنة، وكم أحب مشاهدة هذه المناظر فهي حقًا ساحرة.

كان الطريق طويلاً فغفوت لوهلة ثم استيقظت على صوت المنبه المزعج مجدداً، ماذا؟! لقد كان حُلماً، لقد كُنتُ نائمة!  في الواقع نحن في زمن الكورونا.. لقد تغير كل شيء بسبب فيروس لا يُرى بالعين المجردة! تغير كل شيء بسرعة كبيرة، أصبحت أنفاسُنا مُقيدة بسبب الكمامات التي نرتديها دائماً،أصبحت الشوارع فارغة، أصبحت المدن هادئة، وبدأ حظر التجوال.

لم أتخيل أنني سأشتاق لتلك الأشياء البسيطة ولكني مشتاقة... مشتاقة إلى ذلك الطريق الجميل.. مشتاقة إلى المدرسة...رغم كل هذا يجب أن نشكر الله على الصحة وعلى أبسط ما نملك وأن نقدر نعمة الله علينا دائماً.

تعليق عبر الفيس بوك