بهدف إيجاد الأدوات والمعايير اللازمة لبناء ثقافة الإجادة

تنفيذًا للأوامر السامية.. بدء تطبيق منظومة قياس الأداء الفردي والإجادة المؤسسية.. الأحد المقبل

◄ تطبيق المنظومة يشمل 57 وحدة حكومية تضم 175 ألف موظف

مسقط- العُمانية

تبدأ الحكومة يوم الأحد المقبل، تطبيق منظومة إجادة لقياس الأداء "منظومة قياس الأداء الفردي والإجادة المؤسسية"، وهي أحد الممكنات الرئيسة لرؤية "عُمان 2040"، وتأتي تنفيذًا للأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- المتعلقة برفع كفاءة الجهاز الإداري للدولة.

وتسعى المنظومة التي تُشرف عليها وزارة العمل إلى إيجاد الأدوات والمعايير اللازمة لبناء ثقافة الإجادة في الأداء الوظيفي وتحسين نظم تقييم الأداء، عن طريق حوكمة وتقييم الأداء الفردي للموظف ومقارنة أدائه مع الأهداف والمؤشرات الرئيسية للوحدة.   وقال محمد بن الوليد الهنائي مدير مشروع منظومة قياس الأداء الفردي والإجادة المؤسسية- في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية- إن تطبيق المنظومة يشمل 57 من وحدات الجهاز الإداري للدولة المدنية وغيرها من الأشخاص الاعتبارية العامة، ويستفيد منها أكثر 175 ألف موظف في القطاع العام. وأضاف أن منظومة إجادة ستُسهم في تحقيق رؤية "عُمان 2040"، وتحسين جودة الخدمات الحكومية المقدمة للأفراد والمؤسسات، وهو ما سينعكس إيجابيًا على تعزيز ثقة المجتمع بالوحدات الحكومية المختلفة، وجميع المستفيدين من خدمات مختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة. وأوضح أن منظومة إجادة ستساعد مختلف الوحدات الحكومية المدنية على إنجاز خططها التشغيلية السنوية، وتعزيز انتماء الموظفين للوحدة والحفاظ على الكفاءات، وتعزيز العائد الاستثماري لرأس المال البشري بمختلف الوحدات الحكومية، كما ستسهل مهمة المسؤول المباشر في متابعته أعمال الموظفين الذي يقعون تحت إشرافه، وتقييم أدائهم. وبيّن أنها ستُسهم في تحديد مهام عمل الموظفين بشكل واضح، وإيجاد انسجام بين خطة المؤسسة وخطة الموظف، وكذلك الدور الذي ستقدمه المنظومة في تعزيز مستوى الشفافية في توزيع الأعمال بين الموظفين، وربط استحقاق الحوافز والمكافآت بمستوى الإنتاجية.

وقال محمد بن مبارك الكلباني مدير المشروع المساعد لمنظومة "إجادة" إن رؤية "عُمان 2040" تعد ركيزة أساسية للجهات الحكومية في تخطيطها لأهدافها والتي تنبثق منها التوجهات والخطط الاستراتيجية للحكومة كالخطط الخمسية، والاستراتيجية القطاعية والمؤسسية، والاختصاصات الرئيسية للجهة والتي بدورها تُسهم في رسم الخطة السنوية للوحدة مما يضمن تكاملية الأهداف الموضوعة مع أهداف رؤية عُمان 2040، ويتم إسقاط أهداف الخطة السنوية وتوزيعها على مختلف التقسيمات التنظيمية حتى يتمكن الموظف من إعداد أهدافه السنوية والمرحلية مما يُسهم في إلمام الموظفين وتركيزهم على توجهات الوحدة.

وأضاف أن كل موظف بغض النظر عن مستواه الوظيفي يقوم قبل نهاية العام بوضع أهدافه للعام القادم بالتنسيق مع مسؤوله المباشر، انطلاقا من أهداف الخطة السنوية للوحدة، واختصاصات الوحدة وفق مرسوم إنشائها وأهداف التقسيمات التنظيمية، أما بعض الوظائف كمثل الوظائف الحرفية والخدمات المعاونة فسيتم وضع أهداف الموظفين من خلال بطاقات الوصف الوظيفي وأعمالهم الروتينية. ولفت إلى أن النظام سيشمل جميع الموظفين على اختلاف مستوياتهم ومسمياتهم الوظيفية في كل وحدة حكومية من وحدات الجهاز الإداري للدولة المدنية على اختلاف طبيعة أدوارها وموقعها في الهيكل التنظيمي للوحدة. وأكد أن معيار نظام قياس الأداء الفردي "إجادة" هو مدى إنجاز الموظف لأهدافه والنتائج الرئيسية في خطته الفردية التي وضعها، ويقاس مدى الإنجاز على ضوء المؤشرات والأوزان الموضوعة لكل نتيجة رئيسية بالإضافة إلى المستهدفات. وأشار إلى أنه ستتم مراجعة نتائج التقييم في نهاية العام قبل نشرها من قبل لجنة مختصة (لجنة مراجعة تقييم الأداء) للتأكد من جودة وعدالة التقييم، كما يحق للموظف التظلم من نتائج التقييم إلى لجنة التظلمات التي تقيد التظلمات التي يتقدم بها الموظفون. وبين أن قانون الخدمة المدنية ولائحته التنفيذية الحالي أورد في الفصلين السادس والسابع منهما أحكامًا عامة ومعايير استحقاقهما ومنظومة إجادة ستعمل على حوكمة الحوافز والترقيات وغيرها من المكافآت التي سيتم العمل على طرحها بحيث يكون استحقاقها للموظفين المجيدين.

من جانب آخر، قال طلال بن عبدالله البلوشي رئيس فريق التغيير والتدريب في منظومة "إجادة" إن الفريق وضع خططًا فاعلة للتغلب على التحديات المتوقعة أثر التطبيق الفعلي للمنظومة، والتي تتمثل في مدى قدرة موظفي مختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة المدنية على اختلاف وظائفهم في بناء أهدافهم الوظيفية والنتائج الرئيسية وفق المطلوب. وأضاف أن فريق العمل خاطب كافة الوحدات الحكومية لترشيح مديري تطبيق المنظومة في كل وحدة (قادة التغيير) وتم تدريبهم على آلية بناء الأهداف والنتائج الرئيسية ليقوموا بنقل خبرتهم لكافة الموظفين في وحداتهم بعد أن يقوموا بتشكيل فرق عمل فرعية تساندهم للقيام بالأدوار المطلوبة منهم لتطبيق المنظومة التطبيق السليم، وتقديم حلقات تدريبية ولقاءات تعريفية بالمنظومة لكافة الموظفين في الوحدة، وتمكينهم وتقديم الدعم لهم للقيام بالأدوار المطلوبة منهم. وأوضح أن أهم ما تم تحقيقه خلال الفترة الماضية تدريب (57) "مدير تطبيق المنظومة"، وأصبح هناك 656 مدربًا في كافة الوحدات الحكومية لبناء الخطط الوظيفية، نفذوا 2312 حلقة تدريبية استفاد منها أكثر من 130 ألفًا و316 موظفًا، وتنفيذ حلقة عمل متخصصة لذوي الإعاقة (الصم والبكم) لتعريفهم بالمنظومة والأهداف المنشودة من تطبيقها في مختلف الوحدات الحكومية المدنية وتدريب مديري التطبيق ومديري النظام على النظام الإلكتروني للمنظومة.

تعليق عبر الفيس بوك