تَرنِيمةٌ فِي حُبِّ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ

 

شعر: مصطفى عبد المولى السيد **

ناجَيْتُها، كيفَ السبيلُ إِلى عُيو         نِ حبيبتي مِنْ سَالِفِ الأَزْمانِ؟

أَحْيا أَسِيْرَ جَمَالِها وجَلالِها          شَدْوًا بِكُلِّ حُرُوفِها الأَفْنانِ

تَشْدو إليَّ بِكُلِّ حَرْفٍ ضَمَّهُ         آيُ الِإلهِ الأَعْظَمِ الرَّحْمنِ

مَلَكَتْ سُوَيْدَاءَ الفُؤادِ أميرةً         يَسْرِي هَوَاهَا فِي دَمِي وَلِسَانِي

قَالُوا عَلَيْهَا دُرَّةٌ وَبِتَاجِهَا         مَلَكَتْ لُغَاتِ الْخَلْقِ وَالْأَكْوَانِ

هِيَ عِزَّةٌ وَيَتِيْمَةٌ عَصْمَاءُ         إِذْ لَا عَزِيْزَ بِدُوْنِهَا بِأَمَانِ

حُبِّي إلى لُغَتِي تَجَلَّى مَنطِقًا         وَكِتَابَةً، أَعْظِمْ بِنُورِ بَيَانِ!

لُغَةُ الْجَمَالِ، بَلِ الْكَمالُ بِذَاتِهِ         يَسرِي بَأَحْرُفِ رَسْمِهَا الْفَتَّانِ

عَرَبِيَّةٌ لَا نَقْصَ فِيْهَا مُطْلَقًا         تَرْوِي هُيَامَ الظَّامِئِ الْوَلْهَانِ

مِنْ فَيْضِهَا وُلِدَتْ قَرَائِحُ أُمَّةٍ         مَلَكَتْ عِنَانَ الْحَرْفِ وَالتِّبْيَانِ

سَأَظَلُّ أَحْيَا تَحْتَ رَايَةِ عِزِّهَا         أَشْدُو وتَعْزِفُ حُسْنَهَا أَلْحَانِي

بَحْرٌ كَأَنَّ الشَّطَّ فِيهِ مُغَيَّبٌ        أَبْشِرْ بِطُولِ سِبَاحَة الرُّبَّانِ

كَمْ مِنْ نُفُوسِ صَارَعَتْ أَمْوَاجَهَا       غَرِقُوا فَلَمْ يَصِلُوا إِلَى الشُّطْآنِ

أَحدو إِلَيْهَا ِنَاقَتِي فَتُثِيْرُنِي         بِشَمَائِلِ الصَّحْرَاءِ وَالْعُرْبَانِ

يَا سَادَةٌ، أَيُّ اللُّغَاتِ تَجَمَلَتْ         بِوِشَاحِ حُرٍّ سُنْدُسٍ فَتَّانِ؟

وَكَأَنَّهَا غَيْثٌ وَعِطْرٌ عَابِقٌ         يَسْرِي فَيُحْيِ حَدَائقًا بِلِسَانِي

مُدُّوا إِلَى لُغَةِ الْجَمَالِ جُسُورَكَمْ         مُدُّوا إِلَيْهَا رَاحَةَ الْوِجْدَانِ

قَلْبِي طَلِيْقٌ يَبْتَغِي مِنْ أَسْرِهَا         سِرًّا يحاكي لَيْلَةَ الْحَيْرَانِ

وَعَلَى مَرَافِئِهَا النَّدِيَّةِ أَنْتَشِي         حُبًّا وشَوْقِ الزَّهْرِ لِلْبُسْتَانِ

قِفْ يَا زَمَانُ مُعَلِّمًا وَاحْكُمْ          بِأَنَّ بَقَاءَنَا لُغَةٌ مَعَ الْقُرْآنِ

بِهِمَا يَعِيْشُ الْمَرْءُ أَسْمَى عِيْشَةٍ         أَعْظِمْ بِضَادِ الْعِزِّ وَالْإِيْمَانِ                  

** مدرسة أحمد بن ماجد الخاصة

تعليق عبر الفيس بوك