حمود بن علي الحاتمي
في مساء الإثنين وأنا في طريقي إلى مسقط كنت أستمع إلى برنامج اقتصادي بإذاعة الشباب كنت أستمع إلى محافظي الظاهرة ومسندم وكذلك نائب محافظ مسقط وهم يعرضون ويناقشون رؤيتهم لمحافظاتهم 2040 والأسئلة السابرة والمستفيضة التي يطرحها المذيع البارع عليهم وتطلعاتهم إلى مستقبل محافظاتهم.
كم تمنيت أن يُستضاف معهم محافظ جنوب الباطنة وكنت أتساءل يا ترى ماذا سيقول محافظنا عن جنوب الباطنة عامة وعن الرستاق حاضرة الجنوب خاصة؟ ما رؤيته؟ وما تطلعاته؟
نمتُ وأنا على أمل أن أسمع منه ما يسر ولايتي من بشائر وإن كانت حلماً ولكن حتماً ستصبح حقيقة. مارد أحلامي لم يدعني أخلد في نومي؛ بل أخذني إلى جولة من المشاريع العملاقة فقد بدأ بإنشاء محفظة استثمارية لولاية الرستاق وبدعم من جهاز الاستثمار، وقد عقد جهاز الاستثمار العُماني ندوة استثمارية كانت عبارة عن عصف ذهني استُمطرت فيها أفكار خلاقة بهدف استثمار المقومات السياحية وموقع الرستاق الجغرافي الذي يربطها بمحافظات السلطنة الأخرى.
حلمتُ باستكمال البنية التحتية وتطوير مدينة الرستاق القديمة (لولاية وعيني ومنطقة الخليو)، حلمت بإنشاء نزل سياحية بامتداد الأودية والجبال وتوفير أمكان ترفيهية فيها، حلمت برصف طريق بلد سيت والطريق الجديد الذي يتم تنفيذه (المارات - القبيل).
شركة الاستثمار أعادت بناء سوق الرستاق وفق طراز معماري يُعيد له رونه القديم وبه الصناعات القديمة التي كان يشتهر بها تنظيم أماكن بيع الحيوانات ووضع إدارة للسوق ويتم تشعيل أبناء الولاية فيه.
حلمت بإنشاء حديقة ترفيهية ومطاعم عالمية بمنطقة عين الكسفة يتم تطويرها.. حلمت باستثمار القلاع والحصون بالولاية بأفضل السبل ومنها توفير المبلوسات العُمانية للتصوير بأسعار مناسبة.. حلمت بإنشاء شركة نقل سياحي تنقل السياح من الولاية إلى الأماكن السياحية وتتنوع وسائل النقل حسب طبيعة الموقع السياحي بما فيها الجمال والخيول والعربات القديمة والحافلات الصغيرة لنقل الأفواج السياحية.. حلمت بحركة تجارية وسياحية نشطة تدب في ولايتي.
وعلى قرب عام 2040، كان يأخذني فيه ولدي في سيارته أجوب الولاية وأنا اتفحص ما حلمت به عام 2021 وأجده وقد تحقق منه الكثير مما كنَّا ننادي به في مقالاتنا... وليتني لم أصحو من غفوتي التي أخذتني في عالم من الخيال حول مستقبل الرستاق وكيف ستبدو عام 2040.
صحوت على رنة رسالة واتسابية تطلب مني أن أكتب عن المخططات الجديدة التي لم تصلها الخدمات، وأخرى عن مُعاناة أهل القرى الجبلية الذين تنقطع عنهم الحياة وقت هطول الأمطار. ورسائل أخرى تريدني أن أتحدث فيها عن كساد المحلات التجارية في المدينة وضعف القوة الشرائية ومشاريع شبابية أغلقت.... إلخ.
لسان حالي يقول أنا لست عضواً بمجلس الشورى أو المجلس البلدي أو أي من المجالس الأخرى، فما أنا إلا أسير قلم بجريدة الرؤية ينثر حروف أفكاره في ثنايا صفحاتها وتلامس تطلعات أبناء ولايته والجريدة التي أتاحت له فرصة التعبير عن رأيه بتجرد تام... ويغيب صوته حينما تحضر اللقاءات والندوات على مستوى الولاية.
وصحوت على حلم يا رستاق!!