المعشني: العلاقات العُمانية القطرية نموذج يحتذى به للتعاون المُثمر

 

أكد علي بن مسعود المعشني المحلل السياسي وخبير الشؤون الإقليمية والدولية أن العلاقات العُمانية القطرية تتمتع بسمات وثوابت تاريخية متفردة جعلت منها أنموذجًا للتعاون المثمر بين قُطرين عربيين شقيقين يلتقيان في وحدة الثوابت والتراب والآمال والمصير، فقد عرفت هذه العلاقات أطوارًا ومراحل تاريخية عديدة ومختلفة، ودشنتها العلاقات الشعبية بين البلدين عبر "الدبلوماسية الشعبية"، والتي وثقت العلاقات الرسمية بين البلدين الشقيقين لاحقًا وطورت وعددت من أوجه التعاون بينهما.

وقال المعشني- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- إن دولة قطر كانت قبلة للكثير من العُمانيين في حقب الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم؛ حيث توافد العمانيون على قطر لطلب الرزق والعيش الكريم نظرًا للظروف المعيشية الطاردة لهم في تلك الحقب التاريخية من تاريخ سلطنتنا الحبيبة والجاذبة لهم بدولة قطر، وتشكلت في قطر حينها نواة الدولة وشُيدت المؤسسات العصرية وتدفق النفط بصور تجارية في عهد الشيخ علي بن عبدالله بن قاسم آل ثاني- رحمه الله- فشكلت تلك العوامل عناصر جاذبة للعُمانيين وغيرهم من الأشقاء العرب. وأضاف أنه في عهد الشيخ أحمد بن علي بن عبدالله آل ثاني- رحمه الله- استمر تدفق المزيد من العمانيين الى دولة قطر الشقيقة طلبًا للرزق والعلم كذلك، وفي عهد الشيخ خليفة بن حمد بن عبدالله آل ثاني- رحمه الله- زاد اقبال العمانيين على دولة قطر الشقيقة طلبًا للرزق والتعليم والاستشفاء. وتابع قائلا: "ثم أتى عهد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لتتطور العلاقات الشعبية، وتؤطر بإطار العلاقات العصرية بين البلدين الشقيقين؛ حيث شهدت العلاقات بين البلدين الشقيقين طفرة ملموسة ووقع البلدان على العديد من الاتفاقيات الثنائية وتشكلت لجان عديدة مشتركة بينهما لتعزيز التعاون المُثمر بينها في جميع الأوجه وبلا استثناء".

وشدد المعشني على أن زيارة الدولة اليوم لمولانا السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه- إلى دولة قطر الشقيقة، تشكل حلقة وثيقة أخرى في سلسلة العلاقات المتينة والمتميزة بين البلدين وتضيف لبنات صلبة الى البناء التراكمي للتعاون بينهما. وأضاف أن العلاقات الدبلوماسية بين الشقيقتين عُمان وقطر لم تشهد أي توتر أو انقطاع أو فتور منذ قيامها، فقد بُنيت هذه العلاقة الصلبة على قواعد دبلوماسية شعبية ممتدة الجذور بين الشعبين أوجدت بالنتيجة علاقات دبلوماسية رسمية صلبة ومبنية على الاحترام المتبادل والمحبة والتقدير بين الشعبين والحكومتين. وبيّن أن التطورات السياسية والاقتصادية المتسارعة في الإقليم والعالم اليوم تختلف عن سابقاتها في الكثير من العناوين والتفاصيل؛ الأمر الذي يوجب على البلدين مواكبة هذه الخُطى المتسارعة واستثمارها بلغة العقل ومفاهيم العصر.

وأكد المحلل السياسي أن قيادتي البلدين جلالة السلطان المعظم، وشقيقه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني- حفظهما الله- يُدركان تمام الإدراك مقومات كلا البلدين وعوامل التكامل ومكامن المصالح بينهما، الأمر الذي سيشكل قفزة كبرى ونقلة نوعية للعلاقات بين البلدين في مجالات التنسيق والتشاور السياسي الدائم، والتعاون في مجالات الاستثمار المتبادل والمشترك، وميادين العمل والثقافة.

وقال المعشني: "بمقتضى الواقع والممكنات لن تكون الزيارة بروتوكولية ولا للمجاملة؛ بل ستحمل الكثير من النفع والفوائد للشعبين والبلدين والحكومتين، وستٌشكل الزيارة نقطة انطلاق تاريخية نحو التكامل والتعاون المشترك العميق بين البلدين نظرًا للجذور التاريخية للعلاقات بينهما والتي ستدفع بالنتيجة وتحفز على الاستمرارية في البناء والتطور والرسوخ".

وشدد المعشني على أن العلاقات الثنائية العُمانية القطرية ستصبح مثالًا يُحتذى في العلاقات الثنائية العربية- العربية باستعراض تاريخها ومراحلها وأطوارها ونموها التصاعدي الإيجابي على مر السنين.

تعليق عبر الفيس بوك