شخصيات عُمانية أثرت في التاريخ

 

 

4 مواقع عُمانية مُدرجة على قائمة التراث العالمي

6 شخصيات عمانية ضمن أكثر الشخصيات المؤثرة عالميًا

 

 

أحمد صالح حلبي * 

ahmad.s.a@hotmail.com

 

حينما يكون الحديث عن سلطنة عُمان، فإنِّه لا يكون عن دولة عرفنا موقعها  غرب قارة آسيا، وإطلالتها على ثلاثة بحار، ومساحتها التي  تبلغ 309.500 كم²، فمثل هذه المعلومات عرفناها جغرافيا ويمكن للجميع الحديث عنها، غير أنه يصعب على الكثيرين الحديث عنها كإمبراطورية قوية نافست المملكة المتحدة والبرتغال على النفوذ في منطقة الخليج العربي والمحيط الهندي وكانت ذروتها في القرن التاسع عشر، وأشارت الكتابات السومرية إليها كمحطة مهمة للقوافل التجارية. 

وبين ما قرأت عن عُمان وتاريخها وحضارتها، وجدت أن ثمة صعوبة أخرى لا يُمكن للكثيرين الحديث عنها ألا وهي شخصياتها، فالسلطنة التي تمتلك أربعة مواقع ضمن مواقع التراث العالمي، تفخر بأن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ‏"اليونسكو"، قد صنفت عددا من الشخصيات العُمانية ضمن أكثر الشخصيات المؤثرة عالمياً وتمَّ إدراجهم ضمن برنامجها بسبب إسهاماتهم ودورهم الكبير في خدمة العلم المعرفة ومن هذه الشخصيات: 

الخليل بن أحمد الفراهيدي المولود في بلدة ودام المطلة على البحر في عمان على ساحل الباطنة، وهو واحد من الشخصيات العمانية البارزة التي لها بصمة وأثر في صفوف العلم والعلماء، وأول من  ابتكر التأليف المعجمي وحصر فيه كل لغات العرب وألفاظهم المختلفة.

الطبيب راشد بن عميرة الرستاقي، الذي يعد واحدا من أبرز الشخصيات المؤثرة عالمياً، وهو من الأطباء المشهورين في سلطنة عمان، ولد في النصف الثاني من القرن التاسع الهجري، (أواخر القرن الخامس عشر الميلادي)، بقرية عيني من الرستاق، نشأ في محيط مشبع بعلم الطب، فوالده عميرة بن ثاني، وجده ثاني بن خلف، والكثير من أفراد عائلته، كانت لهم اسهامات في المجال الطبي، وتلقى مهنة الطب بالمشاهدة وبرع فيه، جمع بين العلاج وتحضير الدواء، اشتهر في زمانه لكونه استطاع أن يعالج الكثير من الأمراض المستعصية، له مؤلفات طبية تضم توصيفاً للأمراض وأعراضها، وألف في التشريح والتداوي بالطرق التقليدية.

ومن مؤلفاته "فاكهة ابن السبيل" وهو مجلد في الطب طبعته وزارة التراث والثقافة بسلطنة عُمان في جزأين، ويتضمن هذا الكتاب وصفا، وتشخيصا للأمراض وأنواعها وطرق علاجها، كذلك يذكر فيه الأدوية، و"مختصر فاكهة ابن السبيل"، وهو مختصر للمجلد الكبير، يضم عشرة أبواب، قسمت إلى فصول وأبواب. يتضمن عدة محتويات منها: ذكر خلق ابن آدم، حفظ الصحة، وتدبر المسافر، وحفظ الجوارح والعوارض النفسية، وأخيرا علاج الأمراض وتركيب الأدوية، و"مقاصد الدليل وبرهان السبيل"، مخطوطة تضم التجارب الطبية في علاج الأمراض للطبيب ابن هاشم.

وفي مجال الشعر، نظم العديد من القصائد وشروحها في مجال الطب منها: القصيدة الدالية (وشرحها): قصيدة في التشريح لجسد الإنسان من الرأس إلى أخمص القدمين، نظمها المؤلف على قافية الدال، مع وجود شرح لها.

القصيدة الرائية (وشرحها): قصيدة نظمها المؤلف على قافية الراء وذكر فيها بعض أعضاء بدن الإنسان الرئيسية كالقلب والعقل والدماغ مع شرح مفصل لها.

القصيدة الميمية (وشرحها): في العين وتشريحها والأمراض التي تصيبها وطرق علاجها مع رسم توضيحي للعين.

أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأزدي، وهو العالم في الفقه، والطبيب العربي المعروف بكتاباته الأبجدية الأولى المعروفة لموسوعة الطب، ولد في صحار بعُمان عام 1033 ميلاديًا. وانتقل بعد ذلك إلى البصرة، ثم إلى بلاد فارس؛ حيث درس تحت العالمين الكبيرين البيروني وابن سينا. وهاجر إلى القدس، واستقر في بلنسية بالأندلس. ومن أبرز مؤلفاته "كتاب الماء"، وهو عبارة عن موسوعة طبية أدرج فيها العديد من الأمراض وأسمائها، وتحدث عن الطب والفسيولوجية والجراحة والعلاج، ويعتبره الكثير من المتخصصين في المجال الطبي أول قاموس في الطب. 

نور الدين عبد الله بن حميد السالمي، علامة ومحقق وشاعر ومؤرخ عماني، ولد بقرية الحوقين بالرستاق ويكنى بأبي شيبة ويلقب بنور الدين، ويعد من أبرز شيوخ عمان في القرن التاسع عشر الميلادي، قرأ القرآن عند والده في بلدة (الحوقين)، ثم انتقل إلى قرية (قصرا) في الرستاق، ثم إلى الباطنة ثم الشرقية بقصد طلب العلم، أخذ ينتقل بين جنبات الرستاق، حتى أصبح ممن يشار إليهم، بدأ التأليف وهو ابن 17 سنة تقريبًا، وأول مؤلف له هو (بلوغ الأمل في المفردات والجمل) وهي منظومة في الجمل ألفها وهو ابن 17 عاما، وشرحها وهو ابن 21 عاما.

من مؤلفاته: قول، أرجوزة في علم الكلام في ثلاثمائة بيت، بهجة الأنوار، شرح مختصر لأرجوزته "أنوار العقول "(طبع بمطابع النهضة سلطنة عمان1411هـ – 1991م)، مشارق أنوار العقول، شرح مطول واف على أرجوزته "أنوار العقول"، ألفه بعد الشرح المختصر لها. (طبع بتحقيق عبد المنعم العاني، وتعليق الشيخ الخليلي، دار الحكمة دمشق سوريا 1416ه، 1995م)، كما له مؤلفات في أصول الفقه، والحديث الشريف، وفي النحو، والتأريخ. 

كانت وفاته بعد العتمة من ليلة الخامس من شهر ربيع الأول سنة (1332هـ) ودفن ببلدة (تنوف)، وقد اختارته منظمة اليونسكو عام 2015 ليكون ضمن الشخصيات المؤثرة بالمجتمع، لدوره في اثراء المجتمع العربي بثقافته الدينية والاجتماعية والسياسية. 

هذه  بعض الشخصيات العمانية التي أثرت في الحياة السياسية والاجتماعية عالميًا. 

 

* كاتب سعودي

تعليق عبر الفيس بوك