خالد بن سعد الشنفري
أكتبُ هذا المقال عن موضوع يتعلَّق بي وأربعة من بناتي وأبنائي الباحثين عن عمل شخصيًا، فقد دخلنا هذا الدهليز - أقول كلمة دهليز وأعني الكلمة- الذي رسمته لنا وزارة العمل، وخضنا 3 جولات مع 3 منهم إلى مسقط.
أما الرابع فجولاته لم تتجاوز المحافظة التي نعيش فيها، ولا شك أن جولة واحدة لأي باحث عن عمل من المحافظة إلى هذا الدهليز- أي إلى مسقط- تُوجع المواطن متوسط الدخل في ظروف مجتمعنا الحالية، فما بالك بثلاثة مواطنين، وبمن دخله أقل من المتوسط! فإن كانت وزارة العمل الموقرة تدرك ما سببته لنا بإجبارنا على اجتياز هذا الدهليز فتلك مشكلة كبرى، وإن كان لا تدرك ذلك فلعمري أن المشكلة أكبر وأعظم مما نتخيل!
إن تعامل وزارة العمل وتنسيقها مع أي وزارة لديها طلبات توظيف مع هؤلاء الباحثين من أبناء محافظة ظفار لا يرتضيها المنطق، ولا يقبلها العقل، وبعيدة كل البُعد عن الرأفة والرحمة بهؤلاء الباحثين وأولياء أمورهم، متناسية أن هؤلا الشباب ليس لديهم أي مصدر دخل، ويعتمدون في إعاشتهم ومصروفاتهم الشخصية على أولياء أمورهم. هذه الوزارة وبعد أن يتقدم الباحث عن عمل للمنافسة على وظيفة- ونصفهم أو أغلبهم بنات- خاضوا المنافسة على الوظيفة بناءً على أن مقرها محافظة ظفار، وهذه نقطة جوهرية، لأنهم يُفاجأون بالعجب العجاب!
سأدخل مباشرة في سرد ما حصل ومعاناتنا جميعًا مع ذلك، مكرهين لا أبطالا كما يقال!
دخلت أولى بناتي في بداية عامنا هذا في منافسة على وظيفة أخصائي تغذية في مستشفى قابوس بصلالة؛ وهي خريجة كلية الزراعة جامعة السلطان قابوس دفعة 2016، والثانية على دفعتها في الكلية! وكانت أولى المفاجآت أن الاختبار التحريري سيكون في مستشفى المسرات بمسقط، فاضطررنا إلى حجز تذكرتي سفر صلالة- مسقط لها ولأخوها كمرافق لها، مع إقامة ليومين في فندق، وإيجار سيارة ليومين. وقد اجتازت ابنتنا الاختبار ونادوها بعد أيام للمقابلة الشخصية في الوزارة، وتكلفنا ذات التكاليف للمرة الثانية، والنتيجة أنها لم تحصل على الوظيفة بحجة أنها حصلت على المركز الثاني في التقييم، وذهبت الوظيفة لباحثة عن عمل أخرى من محافظة عبري، حصلت على المركز الأول في الاختبارات، رغم أنَّ إعلان التوظيف كتب بالخط العريض أنَّ الأولوية لأبناء محافظة ظفار!
ابنتي الأخرى خريجة كلية عُمان الطبية (سابقا) دفعة 2018، تخصص علوم طبية، واكتفت وزارة الصحة هذه المرة بالمقابلة الشخصية في الوزارة، وتنفسنا الصعداء هذه المرة، فضربة واحدة في الرأس يُمكن تحملها، بعكس ضربتين، كما حصل مع ابنتي الاولى.
أما ابني فقد خاض جولة الدهليز للمرة الثالثة لنا من جولاته التي كتبت علينا، ومن كتب عليه جولات مشاها وليست الأخيرة بالتأكيد، حيث تقدم لوظيفة متخصص أمن المعلومات؛ لكونه خريج تقنية معلومات الحاسب الآلي العام الماضي، بالكلية التطبيقية في صلالة، وذهب إلى مسقط للاختبار، وكنا نتوقع أن تكون هناك جولة أخرى للمقابلة، لكنه فوجئ بأنها مقابلة وليس هناك اختبار تحريري.
السؤال: إذا كانت الوظيفة المُعلن عنها في محافظة ظفار، فهل يستعصي إقامة اختبارها التحريري أو المقابلة في نفس المحافظة؟ أو أن تتولى وزارة العمل تكاليف النقل والإقامة أو النقل، وهذا أضعف الإيمان ومعلوم تكلفته بالطائرة "صلالة- مسقط" مع العودة في كل مرة.
نأمل أن تنظر وزارة العمل في أمر الباحثين من أبناء محافظة ظفار، وقد ينطبق ذلك على الباحثين أيضًا من أبناء محافظتي مسندم والوسطى.
أبناء عُمان هم مستقبلها، فلنعينهم على الدخول إليه بيسرٍ وأمان.