جابر حسين العماني
جمع من المواطنين للأسف تعرضوا لمطاردة الكلاب السائبة؛ فهناك من تعرَّض لعضها، ومن تمزقت ملابسه بسببها، ومن أُصيب بالخوف والرعب والفزع والأمراض النفسية، ومن لم يستطيع النوم لكثرة نباحها طوال فترة الليل، نعم قد تسلم أجساد النَّاس أحيانا من نهشها ولكن سيبقى سكان الحارات والبيوت يعيشون رعب عواء ونباح تلك الكلاب الضالة التي باتت تشكل لها البيئة الآمنة في الحارات والشوارع المظلمة.
تواصلت شخصياً مع أحد أعضاء مجلس الشورى وأبلغته بالمشكلة وخطرها على المجتمع، وكان ذلك بهدف التحرك العاجل لإيجاد الحلول المناسبة لمشكلة الكلاب السائبة، وكان رده الآتي: "تم نقل الأمر إلى الجهة المعنية- وهي دائرة الشؤون البلدية بالولاية- والأمر الآن يعنيهم، وسوف أرسل لك رقم مدير البلدية للتواصل معه والمُتابعة، شاكرًا تواصلكم الكريم، متمنيًا لك يومًا سعيدًا".
وبدوري كمواطن تهمه صحة وسلامة أفراد مجتمعه قمت بالتواصل المُباشر مع الفاضل مدير بلدية الولاية، وكان رده صادماً لي بعض الشيء، حيث أجابني قائلاً: "إنَّ الجهة المسؤولة عن الكلاب السائبة والضالة حاليًا غير معروفة، فقد كانت شرطة عُمان السلطانية هي الجهة المسؤولة عن ذلك سابقاً، أما الآن فهناك لائحة تنظيمية لهذا العمل عن طريق وزارة الزراعة والثروة السمكية وشرطة عُمان السلطانية والبلدية ووزارة الداخلية، ولكنها غير واضحة".
النتيجة التي فهمتها من خلال التواصل مع بعض المسؤولين هي لا أحد يعرف من هي الجهة المسؤولة حول موضوع الكلاب السائبة، وهذا يعني بوضوح أن ظاهرة الكلاب السائبة ستكون وبالاً وخطراً جسيمُاً يهدد المجتمع إن لم تتحرك الجهات الرسمية في الحد من هذه الظاهرة التي باتت مصدر قلق وإزعاج لأفراد المجتمع.
اليوم هناك إحصائيات كشفت عنها منظمة الصحة العالمية تقول: إن ما يقرب من 60 ألف إنسان يكون سبب وفاتهم سنويًا هو مرض السعار، و40% هم من الأطفال بسبب لعبهم المباشر مع القطط والكلاب، كما يتلقى أيضًا في كل عام أكثر من 10 ملايين إنسان حول العالم العلاج الوقائي بسبب تعرضهم المباشر لحيوانات مصابة بالسعار؛ حيث يتم إنفاق أكثر من 560 مليون دولار على مستوى العالم للوقاية من مرض السعار.
وهناك من يقول إن الكلاب حيوانات ومن الواجب الرفق بالحيوان، ولابُد من التعامل معها بالرفق والرحمة وليس كما يُتعامل معها سابقا وهو قتلها والتخلص منها بشتى الطرق. وديننا الحنيف يحثنا دائمًا على الرفق بالحيوان أيًا كان صنفه أو لونه، وهو في حد ذاته واجب أخلاقي لابُد وأن يتحمله الجميع تجاه مخلوقات الله تعالى بشتى ألوانها وأشكالها وأصنافها، لذا نقول لا تقتلوها أو تسمموها كما يفعل البعض.
ولكي لا تكونوا سببًا في أذيتها، فهناك طرق أخرى من الجيد اتخاذها والتعامل معها، مثل: تعقيم إناث الكلاب، ومنعها من التكاثر، أو إخصاء ذكورها، أو تطعيمها من مرض السعار، فتلك طرق تم تطبيقها واعتمادها في كثير من دول العالم ونجحت تلك الدول في حفظ مواطنيها من شر تلك الكلاب السائبة والحد منها. لذا نرجو ونلتمس مطالبين الجهات الحكومية الرسمية المختصة اليوم وبشكل عاجل جدا بتطبيق ما فيه خير وصلاح وحماية المجتمع من خلال التعامل الجاد والمسؤول مع ظاهرة الكلاب الضالة والحد منها، وفي حال لم تستطع الجهات الحكومية الرسمية فعل ذلك فنرجو على أقل التقادير التكرم بإبعاد الكلاب السائبة والضالة عن المُجتمع، وذلك بتوفير الأماكن المناسبة لها ليتمكن المواطن العزيز من العيش بسلام وأمان واطمئنان واستقرار في وطنه ومجتمعه وأسرته بعيداً عن مصادر الخوف والقلق والرعب النفسي التي تسببه تلك الكلاب الضالة التي لا ترحم من حولها إذا حلَّ بها الجوع.
ومع ثقتنا بأن الجهات المعنية لن تقصر في الاستعجال بحل هذه المشكلة ولكن على كل مواطن أن يطالب الجهات المعنية عبر مناشدات أو عبر عرائض لكي يبقى الخطر قائمًا لدى الجهات المسؤولة ويُستعجل في حله.
أخيراً نسأل الله تعالى أن يحفظ عُمان وشعبها وسلطانها من كل ما يعكر صفو العيش الكريم، إنِّه سميع مجيب.