كيف نحمي أطفالنا من الاستغلال

 

مريم الشكيلية

بحثت مطولاً في الموضوع في رأسي لأجد مقدمة ومدخلا لهذا المقال فكل الطرق كما يُقال تؤدي إلى بقعة واحدة ونقطة واحدة، "لا حياء في الدين" يعني أنَّه لا حياء يمنع السؤال والتعلم والتفقه في الدين، أما إن كان المقصود "لا حياء في الدين" بالعموم والشمول، فهذا مرفوض لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "الحياء شعبة من شعب الإيمان"، فهنا أقصد  ولأنني شملت القول هذا "لا حياء في الدين" بقصد التعلم والتنور في الدين.

في هذا المقال أردت أن أتحدث عن موضوع شائك ومتداخل بين الحياء منه والتنوير والتعلم والتثقيف به وكوننا في مُجتمع مُحافظ ومسلم ولله الحمدلله، هناك ضوابط دينية ومجتمعية تحكمنا وفطرة ربانية لا تزال محفورة في نفوس أبناء المجتمع ولله الحمد، لكن رغم هذا هناك نفوس مريضة أو شاذة، وهي تتواجد في كل المجتمعات وليست محصورة بمجتمع دون آخر يبقى التفاوت فيما بينها. وكما أسلفت سابقاً نحن ولله الحمد مجتمعات محصنة بالفطرة البشرية التي أوجدها الله تعالى فينا والتي تبقينا في حدود الأمان والتعامل البشري المسالم وثانياً العادات والتقاليد التي لها الدور الثاني في صنع هذه الحصانة بشكل أو بآخر من هكذا أفعال مؤسفة وتحط من قيمة الإنسانية أولاً قبل كل شيء.

فما المقصود أولاً من كلمة استغلال؟ (تعني استخدام شخص لمآرب استفادة من طيبة شخص أو جهله أو عجزه لهضم حق). وقد تأتي كلمة استغلال بكلمة استخدام، "قد تعني استخدام شيء ما بطريقة قاسية أو ظالمة".

والاستغلال مفهوم وكلمة واسعة فهناك استغلال سياسي أو استغلال تجاري أو اقتصادي أو مالي و.... و.... ولكن ما يعنينا في هذه السطور هو الاستغلال الجسدي أو النفسي لأطفال من قبل أشخاص أو جهات معينة.. حين أقول للأطفال هنا نعني الفئة التي تتسم بالضعف والجهل والبراءة كونها فئة صغيرة وعاجزة عن حماية نفسها وبسهولة استغلالها لأغراض شخصية دنيئة ومخالفة للفطرة البشرية.

إنَّ استخدام أو استغلال الأطفال جسدياً أو نفسيًا، يكون في واقعنا الحالي وبوجود التقنية الحديثة والتكنولوجيا والإنترنت من خلال ألعاب فيديو في أجهزتهم وهواتفهم والآن قليل جداً أن تجد طفلا ليس لديه جهاز إما هاتف محمول أو لوحي وغيرها وأصحاب النفوس الضعيفة يتصيدون في المياه العكرة، كما يقال إما لجهل أولياء الأمور بخبايا وأهداف هذه الألعاب أو بسبب الإهمال بقصد أو بدون قصد وأكثر ما يتم جذب وتصيد الأطفال من هذا الجانب هي في الحقيقة وجود أسر غير مستقرة أو حدوث طلاق الوالدين أو الغياب أو حتى كثرة انشغال الوالدين بأعمالهم الخاصة أو الانشغال بمشاكلهم الخاصة  بحيث يتجهه الأطفال لشعورهم بعدم الأمان والاستقرار إلى إدمان هذه الأجهزة والألعاب.

وأيضا قد يتعرض الطفل للاستغلال بسبب شخصية الطفل نفسه حين يكون طفلا بشخصية مسالمة أكثر من اللازم أو شخصية خجولة أو منطوية على ذاتها حتى إنه يتعرض لسخرية أقرانه منه وهنا من السهل جر الطفل وإجباره وفرض عليه سلوك تمس جسده  والاعتداء عليه جسدياً أو نفسياً من خلال إجباره على السرقة من خلال ترهيبه أو تخويفه أو إقناعه بهذه الأفعال والتقرب منه بشكل سلس حتى يتم كسبه وإقناعه.

من منطلق هذا الحديث لا أريد تخويف وترهيب الأسر وبث الرعب فيهم على أبنائهم ولكن فقط التنبيه لأننا لسنا وحدنا نعيش في المجتمع نحن نتأثر بما يجري حولنا حتى لو لم يمسنا أو يصادفنا ومن هنا أقول يجب منذ البداية أن نحتوي أبناءنا ونقوي شخصيتهم بما يتناسب مع الشخصية السوية. وأيضاً أن نتحدث مع أطفالنا بأن جسدك هذا أمانة لا تدع أي شخص يقترب منك إلا والدتك التي تسهر على رعايتك وأيضاً لا تثق بأي أحد يطلب منك القيام بشيء تشعر فيه أنك غير مرتاح أو آمن وهنا يجب تشجيع الآباء والأمهات لأطفالهم بأن يخبروهم عن ما يصادفهم في حياتهم دون خوف وبعد أن تغرسوا في الأبناء العادات الإسلامية السمحة فهي الحصن الحصين من كل آفة فحين يكون الأبناء مغروس فيهم القيم يصبحون أكثر وعيا وهذا يجنبهم الوقوع في فخ النفوس الخبيثة والتي تستغلهم للقيام بأفعال أو سلوكيات منافية.

حفظ الله الجميع وأدام الله علينا نعمه التي لا تعد ولا تحصى.

تعليق عبر الفيس بوك