الوطن العظيم

 

راشد بن محمد الشحي

 

تربينا على ترابه الطاهر بأطيافنا وثقافاتنا التي لا تخلو من خصوصية تحمل في جنباتها سمات ذات صبغة فريدة رسمتها الجغرافيا، وثقافة الدولة المترامية الأطراف؛ حيث تولد عن هذه الجغرافيا المتميزة ثقافات مُتفردة لكل إقليم جغرافي.

اليوم ونحن رجال قابوس الباني وهيثم المُجدد نقف صفًا واحدًا لطالما ذابت فيه كل تلك الثقافات الخاصة وذلك التنوع، فقد قصرت المسافات وتواصلت الأخبار وذاب الجميع في بوتقة الوطن الكبير، الذي إذا اشتكى منه عضو هبّ له الجميع. وهذه الصورة من اللُحمة الوطنية ليست بغريبة على الرجال المُخلصين الأوفياء من شرفاء عُمان، فنحن في هذه الأوقات نسطّر ملحمة وطنية، يتناغم العمل فيها العسكريون والمدنيون من الأهالي والفرق الخيرية، الأمر الذي رسم صورة مشرقة عن عُمان الخير والعطاء.

واجتماع ألوية الخير من الحواضر العمانية وسهل الباطنة تحديدًا ليس بغريب؛ فهي منذ قديم الزمان البطن والأم الرؤوم لكل من ضاقت عليه الحياة وقسى عليه الزمان، وقدرت عليه أرزاقه، في بلده وموطنه، ناهيك عن أن التاريخ وهو خير شاهد أثبت اجتماع ألوية النصر والحق فيها؛ لطرد الغزاة من موانئها وحصونها وقلاعها وعمان قاطبة.

هكذا هي الهمم والعزائم وهذه هي صنائع الرجال، وهذا ليس بغريب على شعب مُحب لوطنه وسلطانه، جُبُل على الوفاء منذ القدم والنخوة والأصالة تسري في عروقه منذ أزل الأزل.

إنَّ واقع حالنا المعيش في مثل هذه الأنواء المناخية يستدعي على الفور من الجهات المعنية وضع الاستراتيجيات اللازمة لمواجهة مثل هذه الظروف الصعبة، وهكذا هم الاستراتيجيون دوما يفكرون خارج الصندوق ويرون ما لا يراه سواهم في الرخاء..

بوركت الجهود المخلصة للمدنيين ولكل هذا الجهد والتفاني من الجهات العسكرية والطاقات والعتاد..

دام الوطن عزيزًا مصانًا بأهله ورجاله المخلصين.

تعليق عبر الفيس بوك