نقلت ملامح من مجاهدة الشباب لإثبات أنفسهم في الحياة

المخرجة اللبنانية ريمي عقل: مقابلة العنف بالعنف يولد المزيد من الفوضى

...
...
...

الشارقة- الرؤية

وضعت الكاتبة والمخرجة اللبنانية ريمي عقل جمهور المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2021 أمام عرض تفاعلي ملهم مزج بين المؤثرات البصرية والغناء والتعبير الخطابي لتجيب عن السؤال المركزي الذي جعلته محور مشاركتها في الدورة العاشرة من المنتدى: من أين أجلب قوتي؟

وأجابت على هذا السؤال بالقول إنها تستمد قوتها من تجاربها ومن عائلتها والمحيطين بها، ومن كل حرف في العبارات التي تقال لها لتدفعها إلى اليأس، ومن الحوارات التي تجعلها تتساءل بشأن ما إذا كانت مخطئة في خياراتها، ومن تشكيك البعض في جدوى الفن، ورأت أن بإمكان المرء أن يستمد قوته أيضاً من الأخطاء التي يرتكبها ومن التأجيلات وخيبات الأمل ونقاط الضعف، ليستمر بعد ذلك في المجاهدة لتحقيق الذات.

وتفاعل الجمهور مع العرض الذي بدأته عقل بفيديو بانورامي يتتبع رحلة أحلام الطفولة وجهادها بين غابة الأفكار وعادات المجتمع، وكيف يوسع الطفل زوايا من مخيلته ليتخطى حواجز اللاتواصل ويؤهل نفسه للاندماج مع العالم بشروطه القاسية، في عالم يحفل بالفوضى والحروب والدمار واللامساواة في الفرص وفي شروط الأمان ومستويات الكفاح لبلوغ الأحلام.

ووظفت ريمي عقل الغناء في مشاركتها لاستكمال فكرتها، حيث حاولت أن توصل رسالة عن حضور المرأة المكتمل بذاتها وكينونتها، وأنها تستطيع أن تحقق لنفسها مكانة في مجتمعها، وأن تحصد تميزها في جوانب مختلفة من الحياة، في الرياضة والفن والأنشطة العملية على اختلافها.

ووضعت عقل الجمهور أمام التساؤل بشأن مصادر الإلهام وما إذا كانت قراءاتنا ومشاهداتنا وحدها تمثل الخلفية التي تلهمنا، لتجيب بالقول إن الإلهام ينبع أيضاً من القلب ومن يومياتنا ومشاهداتنا في الحياة، وأن القراءة مجرد مصدر واحد لا يلغي الحاجة إلى الغوص في الذات وتأمل ما تقوله حياتنا اليومية وتأملاتنا للتفاصيل التي تختزنها.

وركزت ريمي عقل كذلك على توضيح أنها تتجنب العنف اللفظي والتعبيرات الغاضبة وتراعي حساسية اللغة حتى لا تتطابق مع عنف الواقع أو تستجيب له وتكرره، ورأت أننا بحاجة لمداخل وأساليب أخرى لرواية قصص تجعل من تواصلها مع العالم يستبدل اللغة العنيفة بلغة أخرى تليق بالمستقبل.

وحول موضوع النسوية في أعمالها ترى أن مقابلة العنف بعنف مماثل لا يولد سوى المزيد من الفوضى والخطابات العنيفة، وأن مقابلة اللامبالاة بمثلها تولد مشاعر سلبية، وأن الطريقة المثلى للتواصل تقتضي التواضع، وختمت في خطابها بالإشارة إلى غنى اللغة العربية وأنها تحفل بقاموس يسعفنا في التعبير عن الأفكار والمشاعر دون اللجوء إلى الغضب وإلى العنف اللفظي في التواصل.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة