أكد أن التطعيم "ليس سوى أداة واحدة" للحد من خطورة المرض

السعيدي يشدد على ضرورة الالتزام بالإجراءات الصحية مع عود الطلاب للمدارس.. ويحذر من التراخي

 

◄ المنظري: "منظمة الصحة" تستهدف تطعيم 40% من سكان العالم بلقاح كورونا بنهاية 2021

◄ جبور: السلطنة في مرحلة متقدمة نحو التغطية الصحية الشاملة للوباء

مسقط- العمانية

أكّد معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة أنّ انخفاض الإصابات والوفيات وتحسُّن المؤشرات الوبائية في السلطنة لا يعني أبدًا التراخي في الالتزام بالإجراءات الاحترازية، مُبينًا أنّ التطعيم ليس سوى أداة واحدة مع أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية الأخرى مثل لبس الكمامة والتباعد الاجتماعي وغيرها من الإجراءات.

وأشار معاليه- في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية- إلى أنّ هذا الانخفاض يُعزى إلى عوامل عدة أهمها التزام المواطنين والمقيمين بالإجراءات الاحترازية والحملة الموسعة للتحصين ضد كوفيد-19 التي وصلت فيها نسبة المُطعمين إلى مستويات مرتفعة وهي في ازدياد وتصاعد. وشدد معاليه على أهمية مواصلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، لافتًا إلى أنّ التراخي في الالتزام بهذه الإجراءات قد يؤدي إلى ارتفاع في زيادة الحالات، و"هذا ما لا نُريده مُطلقًا"، وأنّه في ذروة هذه الموجة من الوباء وصل عدد المنومين في غرفة العناية المركزة إلى 538 مريضًا. وأوضح معاليه أنّ هناك خطورة من المُمكن تقليلها من خلال التزام الجميع بالإجراءات الاحترازية خاصة مع عودة الطلبة إلى المدارس للفئة العمرية بين 6 و12 سنة؛ كون أنّ هذه الفئة لم تتلق أي جرعة من التطعيم ولم يُصرح بتحصينها حتى الآن.

من جانبه، قال الدكتور أحمد بن سالم المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط إنه لوحظ استقرار نوعًا ما في أعداد الإصابات والوفيات حول العالم خلال أغسطس الماضي، وهذا أيضًا ما شهدهُ الإقليم عدا عدد بسيط من الدول التي سجلت تذبذبات. وقال إنّ هذا الانحسار أو الاستقرار للوباء في الفترة الحالية يُعطي نوعًا من الاطمئنان الزائف لدى البعض ينتج عنه التراخي في تطبيق الإجراءات الاحترازية، مؤكدًا ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وأن التطعيم أداة فاعلة في مكافحة هذا المرض. وأشاد بجهود العظيمة للعاملين في القطاع الصحي منذ بداية الجائحة، داعيا صانعي القرار والمخططين وراسمي السياسات الذين إلى المُضي قُدمًا في الحصول على كمية لقاحات مناسبة للوصول إلى النسب المُحددة. وحث المنظري على أهمية التعاون والتكامل بين الدول، لافتا الى أن هناك بعض الدول لم تصل في عملية التطعيم حتى الآن لتغطية 1 بالمائة من السكان بسبب نقص اللقاحات، مُشيرًا إلى أن منظمة الصحة العالمية اتخذت منهج التوزيع العادل للقاحات منذ اليوم الأول الذي ناقشت فيه اللقاح واستخدامه وقبل إنتاجه، وكان هناك إجماعٌ من جميع الدول في شهر مايو من العام الماضي في اجتماع الجمعية العمومية للمنظمة على ضرورة أن يكون هُناك توزيعٌ عادلٌ للقاحات لجميع الدول بغض النظر عن قدرتها المالية والمادية. ولفت المنظري إلى أنّ المنظمة مُستمرة في نهج التوزيع العادل للقاحات، وعقدت عدة لقاءات واجتماعات في هذا الجانب كما كانت هناك مشاورات لإيجاد خطوط إنتاج للقاحات في دول أخرى بهدف الحصول على كميات كافية وتسريع عملية الإنتاج.

وأضاف أنّ منظمة الصحة العالمية وضعت بالتشاور والاتفاق مع دول العالم أهدافًا لنسب تغطية اللقاح لهذه السنة ولمنتصف العام المقبل لتصل حتى 10 بالمائة في نهاية سبتمبر الجاري؛ لجميع سكان العالم وسكان كل دولة، فيما ستصل بحلول نهاية السنة الحالية إلى 40 في المائة من سكان العالم، ليكونوا مُطعمين باللقاحات المُضادة لكوفيد19 بمعدل جرعتين وعلى منتصف العام المقبل تصل النسبة إلى 70 في المائة. ولفت إلى أنه في حالة لم يكن هناك تعاون وتكاتف في نشر مظلة اللقاحات فلن نصل للنسب المذكورة وهذا يعود إلى قلق من ظهور متحورات جديدة من الفيروس قد تعود بنا إلى نقطة الصفر.  

وذكر أن السلطنة قطعت شوطًا كبيرًا في تطعيم الفئات المُستهدفة ضمن الحملة الوطنية للتحصين ضد كوفيد-19، متوقعًا أن يكون هناك صعود كبير في عدد المُطعمين في السلطنة خاصة مع توفر كمية مناسبة من اللقاحات وسعي منظمة الصحة العالمية لإيصال كمية من اللقاحات لبعض الدول.

من جهته، قال سعادة جون جبور مُمثل منظمة الصحة العالمية في السلطنة: "إنه من المهم التصدي لجائحة كورونا من خلال الوصول إلى مرحلة التعايش مع هذا الفيروس مع تطبيق الإجراءات الاحترازية" مضيفًا أنّ تسارع وتيرة التطعيم في السلطنة وصلت إلى مرحلة مُتقدمة، الأمر الذي سيُسهم في حماية المجتمع". وأشاد سعادته بجهود حكومة السلطنة بقيادة حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- لتوفير اللقاحات المُضادة لفيروس كورونا للمواطنين والمقيمين وهذا ما يجعل السلطنة في مرحلة متقدمة نحو التغطية الصحية الشاملة عبر العديد من الإجراءات والمُبادرات الناجحة التي تُطبقها في هذا الجانب وصولًا للإقليم وعلى مستوى العالم.

 

تعليق عبر الفيس بوك