حمود بن علي الحاتمي
تعود الحياة من جديد في مؤسساتنا التعليمية مع بدء العام الدراسي الجديد 2021/ 2022، ولا زالت الإجراءات الاحترازية حاضرة للعام الثالث علي التوالي للحد من انتشار كوفيد 19، وتبدأ يوم الأحد الهيئات الإدارية والتدريسية والإشرافية توافدها على مقار عملها، والمدارس ومكاتب الإشراف تودع كوكبة من الهيئات التدريسية والإدارية والإشرافية بعدما بذلوا كل غالٍ ونفيس في بناء أجيال عُمان.
فكم من معلمات ومعلمين احتضنوا فلذات أكبادنا حنانا وعطفا وتربية وتحاملوا على أنفسهم نتيجة أمراض مزمنة كي يظهر جيل متعلم يبني عُمان، حضروا اليوم ولآخر مرة، كي يكتبوا الفصل الختامي لقصة عمل وطني قاموا به وهم يغالبون الدموع لا يريدون مفارقة الغرف الصفية التي شهدت لحظات الألم والنجاح لحظات السعادة بطفل قرأ حرفاً أو حفظ سورة أو حل مسألة رياضية... إلخ.
تختلط في أذهانهم ذكريات النقل من محافظة إلى محافظة وذكريات الدروس التطبيقية وذكريات تكريم المعلم المثالي بقصر البستان، وذكريات المشاغل التدريبية التي حضروها.. غدًا يغلقون مسيرة عمل بعد أكثر من عشرين عاماً في حفل وداع مبسط اجتهد زملاء المهنة في إقامته وهدية تذكارية تحمل كل أمنيات التوفيق من زملاء المهنة للمتقاعدين وحياة سعيدة مع الطلب الدائم ألا يكون هذا آخر عهد بهم وزيارة المدرسة بين الفينة والأخرى.
مديرو المدارس والمشرفون غادروا دون حفل وداع عدا عبارات مسبوكة عبر واتساب من أعضاء الجروب المتواجدين به تحمل في طياتها كل عبارات التمني بحياة سعيدة وصحة وعافية وإشادة بما بذل طوال مشوارهم، فيما اعتذر مديرو المدارس والمشرفون من المعلمين عما بدر منهم من سوء فهم أثناء عملهم... كانت هذه رحلة المتقاعدين!
أما رحلة استقبال الهيئات الجديدة فتحتاج إلى برنامج تعريفي بمهامهم واضح المعالم يتضمن حضور دروس صفية ويحتاج المشرفون الجدد إلى إشراف تعاوني كي يكتسب المشرف الجديد مهارات إشرافية تساعده في تنفيذ مهامه.
المدارس تستقبل معلمين جدد، ولذا يجب على إدارات المدارس أن تعمل على ترغيب المعلمين في التدريس بمحفزات معنوية تتضمن الثناء على المعلم المجد وتعريفهم بالمعلمين المتميزين ووضع برنامج "مشاهد دروس صفية" وتعريف المعلم بالنظام التعليمي في المدرسة ويتولى المعلم الأول التعريف بالمنهج وكيفية وضع خطط تدريسه وإعداد الوسائل والتعريف ببعض أساليب تدريس المواد الدراسية وإعداد الأنشطة الصفية والتعريف بعملية التقويم لكل مادة وشرحها.
هذا الأسبوع حافل بالعمل التربوي وقد تم التخطيط له والعمل بروح الفريق الواحد، أسبوع له أهمية كبيرة في العمل على أن يكون العام الدراسي الجديد عامًا حافلاً بالعطاء ولا ينظر إليه على أنه أسبوع راحة قبل العمل، فهذا أسبوع تخطيط لعام كامل. ولعلي أختم بخاتمة القول "البدايات الصحيحة تصنع النهايات السعيدة".