عام دراسي جديد يقرع الأبواب‎‎

 

د. حميد بن مهنا المعمري

halmamaree@gmail.com

 

عَمّا قريب سيُقرع جرس طابور الصباح مُؤْذِناً بانطلاق عامٍ دراسيّ جديد عابر للقارات متحدٍ للصعوبات، كاسرٍ لروتين هذه الفوضى اليومية غير الخلّاقة في المنازل؛ فهل قرعتم طبول الاستعداد لهذا اليوم الذي تُشدُّ إليه الرحال خِفافا وثِقالا من كل حدب وصوب؟!

ابتهجنا وابتهجت البيوت بخبر عودة قاطنيها إلى صفوف العلم؛ حتى كاد أن يركع أو يسجد عليهم السقف من فوقهم، من سوء صنيعهم فيما مضى، لكن خبر العودة جعله يتماسك، وينسى أو يتناسى ما مضى من تقصير الطلاب وغشهم وتغشيشهم، وفتح صفحة جديدة معهم ليكون المنزل جاهزاً بعد عودتهم من المدارس لاستقبالهم وتهيئة الجو المناسب لهم.

إنّ خبر عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة، يجعلنا كمجتمعٍ نعمل بجدٍّ لتخطي وتجاوز محنة الفاقد التعليمي نتيجة غياب الطلاب طويلاً عن مقاعد الدراسة، وها هي الفرصة جاءت تتبختر أمامنا، لنضع أيدينا في أيدي المُعلمين بمتابعة فلذات الأكباد، وإبعاد كل ما يكون سبباً في إشغالهم وإلهائهم وجذب تركيزهم، من أجهزة إلكترونية على مُختلف مسمياتها.

والأمل الكبير معقودٌ على ناصية المعلمين والمعلمات والكادر الإداري المساند لهم ببذل أقصى ما يملكون من وقت وما لا يملكون في سبيل إعادة سفينة التعليم إلى مسارها الصحيح بعد أن رست فترة ليست قصيرة على شاطئ الانتظار.

إنني أشدّ على أيدي المُعلمين المخلصين، وكلّهم ذاك المعلم المخلص الذي يبتغي أجرًا عظيماً بتفانيه، وبذل ما عنده من علم وخلق كريم وغرسه في أحشاء الناشئة، وأضع اليد الأخرى في يد وزارة التربية والتعليم بقوة وأشدّ عليها بأن تُسخّر جميع إمكاناتها في توفير ما يجب توفيره من دعمٍ على مختلف الأصعدة فيما يمس الواقع المدرسي بشكل مُباشر وغير مُباشر، وأنْ لا تألُ جهدا في ذلك؛ لأنَّ يدا واحدة لا تُصفق، والمدارس إنْ لم تدعم وتُشجّع ويُفتح الباب واسعا للاقتراحات الصادرة من الميدان التربوي، ويراها المقترحون واقعا يمشي في المدارس، ويسري بين جنباتها؛ فإنّه ولا ريب ستكون النتائج وخيمة وكارثية خاصة بعد هذا الانقطاع الطويل؛ فبشّروا بقراراتكم ولا تنفّروا، وشجّعوا ولا تثبطوا، والله يحفظ الجميع.