صلاة الجمعة.. كم لها القلب يشتاق؟

 

ناصر بن سلطان العموري

abusultan73@gmail.com

 

مرّت قرابة سنة وخمسة أشهر على إيقاف إقامة صلاة الجمعة بسبب تطبيق الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا وتحديداً بتاريخ 15 مارس من سنة 2020، والغريب في الأمر أنه تمَّ بعدها السماح بأداء الصلوات الخمسة وفق اشتراطات صحية مُعينة، فإن كانت صلاة الجمعة البت فيها من جانب المسؤولين ما زال مُؤجلًا، فهي لم تُؤجل ولم تُنسْ من أفئدة وصدور المصلين ومازال لها حنين واشتياق.

لا يخفى على الجميع ما يمثله يوم الجمعة المبارك من فضل لدى المسلمين وله من الأجر العظيم ومن التميز الشيء الكثير، وليس أدل على ذلك من وجود سورة في كتاب الله المنزل سميت بسورة الجمعة، ويوم الجمعة أحب الأيام إلى الله ورسوله وينبغي فيه الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أفضلِ أيامِكم يومُ الجمُعةِ، فيه خُلِقَ آدمُ وفيه قُبضَ وفيه النَّفخةُ وفيه الصَّعقةُ، فأكثِروا عليَّ من الصلاةِ فيه، فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ». وقال عليه الصلاة والسلام: "خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَومِ الجُمُعَةِ".

وبعد ما نشرته الصحف من ارتفاع نسبة التعافي بالسلطنة متجاوزا 96% وانخفاض عدد الوفيات والإصابات ولله الحمد، نسأل: ألم يئن الأوان للتفكير بعودة المصلين لأداء صلاة الجمعة، لاسيما بعد نجاح التزام المصلين في تطبيق الإجراءات الاحترازية في الصلوات الخمسة، فكيف لنا أن نمنع صلاة الجمعة والمجمعات التجارية والأسواق ممتلئة؟ وكيف لنا أن نمنع صلاة الجمعة والمواقع السياحية يأتي فيها الزوار تباعاً؟ أضف إلى ذلك المطاعم والمقاهي وما بها من تجمعات وبالساعات!؟ فكيف لنا أن نمنع صلاة الجمعة والتجمعات هنا وهناك؟؟ وآخرها المقطع المنتشر للعمالة الوافدة المنتظرة دورها لتلقي التحصين في منظر بعيد كل البعد عن تطبيق إجراءات السلامة، فلا تباعد ولا هم يحزنون حتى وإن كانت حالة نشاز فتظل عليها العين.

هل طوى النسيان صلاة الجمعة أم لعلها سقطت من روزنامة الأحداث المُتلاحقة في فترة فيروس كورونا، علمًا بأنَّ إقامة صلاة الجمعة عادت في الدول المجاورة وإلى الآن مستمرة دون انقطاع، ولدينا ما زالت تنتظر الدور، فهل هناك أهم منها من وجهة نظر المسؤولين؟! لا والله لن ولم يكن هناك أهم منها، وإن كانت الحجة سلامة وصحة المصلين، فنجاح رجوع المصلين لأداء الصلوات الخمسة خير شاهد على أن عودة إقامة صلاة الجمعة ليست مستحيلة، ولا صعبة لاسيما في ظل تعود الجميع على ارتداء الكمامة وتحقيق التباعد الاجتماعي، وأصبحت من الأساسيات في الحياة اليومية فبعد كل هذا ماذا يضر إن عادت صلاة الجمعة قريبا؟!

وإشارة إلى ارتفاع معدل التعافي كما أوضحته الإحصائيات، وتوسع حملة التطعيم التي تجاوزت نسبة إنجازها 61%، والتوجه الآن لتحصين الفئة العمرية من 12 سنة فأعلى، والوعي المجتمعي أصبح في ارتفاع متصاعد لمواجهة فيروس كورونا، فبعد كل هذا نترقب بشوق ولهفة قرارات اللجنة العُليا في قادم الأيام، وعسى أن تحمل البشرى بعودة إقامة صلاة الجمعة ولو تدريجياً كمرحلة أولى في الجوامع ذات السعة الصغيرة ومن ثم تطبق تباعًا على الجوامع ذات السعة الأكبر مع الأخذ بالإجراءات الاحترازية، ولنا في تجربة عودة أداء الصلوات الخمسة واستمرارها دون إصابات خير برهان ومثال.