التعليم المدمج

 

محمد بن علي الفارسي

  abusaud47474@gmail.com

 

التعليم المدمج هو برنامج تعلُمي رسمي يدمج بين التعلم في صف مع مدرس والتعلم عن طريق الإنترنت، وقد عرف الفقي (2011) التعلم المدمج على أنه مصطلح لوصف الحل الذي يجمع بين عدة طرق تقديم مثل التعلم التعاوني ومقررات عبر الويب ونظم دعم الأداء الإلكترونية وممارسات إدارة المعرفة مع قاعات الدروس وجها لوجه والتعلم الإلكتروني الحي.

ولتخليص التعريف بصورة أسهل نقول: تعلم الطالب عن طريق وجودة الفعلي في الغرفة الصفية أو عن طريق استخدام الوسائل الحديثة الالكترونية بحسب الإمكانيات المتوفرة بطبيعة الحال.

وما يميز التعليم المدمج وجود تقنيات التواصل عبر الإنترنت من قبل المعلم والمتعلم وتحديد أفضل الأساليب للتعلم الذاتي والتي يتم اعتمادها بحسب الإمكانيات والا متطلباته مما يزيد في نسبة النجاح في التعلم. واثبتت الدراسات أن استعمال تقنيات المعلومات والتواصل تطور وصول الطالب إلى المواد التعليمية وتحسن سلوكياته تجاه تعلمه. وسهلت للطلاب مهمة تقييمهم الذاتي لفهمهم للمواد عن طريق استخدام وحدات تقييم تعتمد الحاسوب.

ومن مزاياه أيضا الوصول إلى المحتوى العلمي من اي مكان في العالم، وزيادة المشاركة الطلابية، وزيادة فاعلية التعلم. وما شهدناه من إبداع الطالب والمعلم على حد سواء في تنوع البرامج وطرق التدريس المختلفة والتي لم يكن لطالب دور فيها سابقا الا المستمع والمعلم هو الملقن.

أما أهم المشاكل التي واجهة التعليم المدمج واعتمادها على تقنيات غير متوفرة مثل الإنترنت أو وفرة الأجهزة، كما إن استخدامها بشكل فعال يتطلب إلمام الطالب باستعمال التكنولوجيا بشكل ورغم ذلك تعرف الطلاب وولي الامر دور في فهم وتطبيق البرامج بصورة سريعة؛ وذلك عن طريق التطبيق اليومي المباشر. وقد تم حل هذا المشكلة في الكثير من المدراس الحكومية في السلطنة، حيث أكد جلالة السلطان المعظم على الاهتمام بقضية التعليم، وجرى إعلان العام (2020/ 2021) ليكون عام التعليم المدمج، ولأجل ذلك فقد تم تحديد موعد بدء الدراسة مراعاة للوضع الصحي ولإعطاء الوزارة الوقت الكافي للاستعداد للتعليم المدمج، حيث تعمل على إيجاد تعليم مدمج مستدام، ولأن التعليم المدمج نظام جديد على المستوى الوطني رغم وجود عدد من المبادرات التقنية؛ فإنه من المؤكد أنه ستظهر العديد من التحديات .

إن جهود الوزارة كبيرة في الاستعداد للتعليم المدمج وقد وضحت الوزارة مدى الشراكة الفاعلة بين الوزارة والمجتمع الذي تجاوب بشكل كبير، فالوزارة معنية بتطوير التعليم المدرسي من خلال ربطه بالتقانة والتكنولوجيا تماشيا مع رؤية عمان2040 وظروف انتشار كوفيد19.

إن مستقبل التعلم المدمج مرهون بالتغلب على الصعوبات، فوقتما استطعنا التغلب عليها سيكون التعلم المدمج جاهزا لأن يكون هو الأفضل بدون منازع، وإذا لم يتم التغلب عليها فسوف تكون هناك إشكاليات في المستقبل. فمن ضمن التحديات التي تواجهنا كون مستقبله مرتبط بتطور البيئة الخارجية والتي تسبب ضغوطات على البيئة الداخلية، فالتعلم المدمج سوف يكون الخيار الأمثل في المستقبل لاستيعاب تلك المتغيرات وضعها في مكان واحد حتى لا تصبح البيئة التربوية في معزل عن التطورات والتسارع الذي يحدث في البيئة التربوية وفي الخارج .وفي اعتقادي الشخصي أن السلطنة نجحت من خلال تذليل الكثير من مشاكل التي كان الجميع متخوف منها مع بداية هذا التعليم فأصبح التعليم المدمج مفهوم للجميع وسهل الوصول مع وجود بعض المشاكل الفردية.

تعليق عبر الفيس بوك