"ما يلبس الهاف إلا الهافي"

د. حميد بن مهنا المعمري

halmamaree@gmail.com

 

من الأمثال العُمانية الجديدة، والتي ينبغي إدراجها في كتاب مجمع الأمثال للميداني (ت 518هـ)، "ما يلبس الهاف إلا الهافي"، وقُرب اللفظين في المبنى مؤذنٌ بقربهما في المعنى؛ فالهافي: من الهفوة وهي الزلّة، وبهذا يكون معناه كثير الزلّات، والهاف: لعلها جاءت من قولهم: هاف الغلامُ: دقّ خصرُه وضمُر بطنُه، وهو لبس داخلي يرتديه الأطفال.

لكن في زماننا هذا استعاره من الأطفال بعض الشباب؛ فأخذوا يتسكعون به في الشوارع أمام مرأى من الجميع بلا حياء ولا استحياء، والأمر إذا استفحل يجب أن يضع له القانون حدًا يُعيد الشيء إلى نصابه، ويرجع أمانة الاستعارة إلى الأطفال، وإن كلّف الأمر كفّاً عن اليمين والشمال، وصَفَعَات متتالية تعيد الحياء إلى الأحياء، وخيزرانا تلتوي ظهرا وبطنا على ظهر وبطن من نسي الأدب، وغفل عن حريته متى تبدأ ومتى تنتهي؟! وأين تبدأ وأين تنتهي؟!

فالهُوية العُمانية العربية المسلمة ترفض هذه التصرفات، وتنكر على الشباب إراقة ماء الحياء أمام الأحياء؛ فإن كان هذا الشاب يرضى بمشاهدة أهله وذويه لمن يرتدي الهافات -إنْ صحّ الجمع- في الأماكن العامة؛ فإنّ الأكارم من النَّاس- وكل الناس أكارم- لا يرضون لأنفسهم، بله أهلهم!

ولهذا ندعو بصوت مسموعٍ نبرته تحكي حنقاً من هذا المنبر، الجهات المختصة للقبض بيدٍ من حديد لكل من تسوّل له نفسه عدم الالتزام بالآداب العامة في الأماكن العامة، وأن يتضامن ويتكاتف المجتمع مع الجهات المختصة في القضاء على هذه الظاهرة التي لا تُمت للعادات والأعراف العمانية بصلة أو سبب، وانتشار مثل هذه الظاهرة أو غيرها بدون ردع لمن يتلبس بها يجعل البعض يتمادى بلا خوف من أحدٍ، لذا نُؤكد ونُكرر ما سبق به القلم أنه ما يلبس الهاف إلا الهافي.