د. خالد بن علي الخوالدي
بعد أيام قليلة نستقبل عيد الأضحى المُبارك وسط إجراءات احترازية وصحية غير مسبوقة، ووسط إغلاق تام لمدة 3 أيام العيد؛ وهو ما يحدث لأوَّل مرة، ومع هذا وذاك علينا استقبال العيد بصدر رحب وجميل ومستبشر فهو عيد للمُسلمين كافة ويأتي مع شعيرة عظيمة هي شعيرة الحج.
إنها أيام مُباركة، علينا استغلالها في الذكر والتهليل والتكبير والتسبيح، هي أيام فرح وسرور وسعادة رغم كل الصعوبات التي واجهتنا، ومع الإغلاق التام خلال أيام العيد الذي فرضته اللجنة العليا المكلفة بمتابعة التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) علينا أن نؤمن بأن هناك من يُفكر في كيفية ذبح الأضحية؟ وفي أي يوم يمكن ذبحها؟ وكيف يمكن التخلص من مخلفات الذبائح؟
وقد تمَّ التوضيح بأن المسلم له أن يضحي من بعد صلاة العيد يوم النحر إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق؛ وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة فتكون أيام الذبح أربعة، يوم العيد بعد الصلاة وثلاثة أيام بعده، وهنا انتهينا من مسألة الذبح؛ حيث يفضل أن يتم الذبح من وجهة نظري ومن وجهة نظر الكثيرين في يوم الجمعة، وهو اليوم الرابع من أيام التشريق ويجوز في نفس اليوم توزيع الأضحية وبهذا اتبعنا القرارات الصادرة من الجهات المعنية، وحافظنا على صحتنا وسلامتنا وسلامة البيئة من حولنا.
وهذا الإجراء أيضًا له جوانب صحية على حياة الإنسان نفسه؛ حيث سيتم فتح المسالخ في كل الولايات بالسلطنة في يوم الجمعة وهو اليوم الرابع من أيام التشريق، كما إنَّ إجراءات التخلص من مخلفات الذبائح ستكون سهلة وبسيطة، وذلك برميها في أقرب مجمع لحاويات النفايات من خلال وضعها في أكياس محكمة الغلق، ومن ثم التخلص منها بداخل أقرب حاوية مخصصة للنفايات، وتجنب رميها بجانب أو خارج الحاوية مما له ضرر على المنظر، وأيضًا صعوبة تجميعها من قبل طاقم التجميع، حيث إنَّ هذه الخدمة تقدم من خلال الشركة العُمانية القابضة بخدمات البيئة "بيئة" طيلة أيام العيد كما تعودنا عليها سابقا، وسيتضاعف العمل في اليوم الرابع والذي من المتوقع أن يتم فيه الذبح من قبل الكثير من المواطنين.
وفي حالة قام البعض بالذبح في اليوم الأول أو اليوم الثاني أو الثالث من أيام العيد في بيته فعليه الحذر ثم الحذر ثم الحذر من الأمراض التي تنتقل من بعض الحيوانات، والتي قد تكون خطيرة كما يجب التخلص من مخلفات الذبح بطريقة حضارية وصحية برميها في أقرب حاوية للنفايات، وعدم ترك المخلفات في الطرقات أو بين السكك والأحياء السكنية أو في الأرض الفضاء، لما لهذا الأمر من مخاطر صحية وتلوث وروائح كريهة تضر الناس. ويجب التخلص من كل مخلفات العيد الأخرى بطريقة سليمة خاصة تلك التي تتعلق بالشواء والمشاكيك والفحم وغيرها، وعلى الجميع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية وذلك بجمع النفايات في أكياس، وإحكام إغلاقها بشكل جيد ويجب ترك مسافة مناسبة عن الحاوية أثناء رمي النفايات، ومن ثم غسل اليدين بعد رمي النفايات في الحاوية القريبة من المنزل، فمضرة أنفسكم والناس لا تجوز في الدين والشرع والقانون ولا في العرف المجتمعي.
وقد أبدت شركة "بيئة" استعدادها للتعامل مع النفايات البلدية، ونفايات الذبائح المتوقع إنتاجها خلال فترة عيد الأضحى في جميع محافظات السلطنة استكمالا لما تقوم به الشركة من أعمال للحد من ظاهرة رمي العشوائي للنفايات بشكل عام، ونفايات الذبح بشكل خاص؛ لتطبيق الممارسات الصحيحة، والتخلص منها بطريقة سليمة وآمنة بيئيًا، والتقيد بالإجراءات الوقاية التي صدرت من اللجنة العليا، وما علينا إلا التعاون معها ومع موظفيها الذين يعملون ليلا ونهارا على جعل بيئة عُمان نظيفة من أي تلوث خاصة في هذه الأيام المباركة.. ودمتم ودامت عُمان بخير.