علي بن بدر البوسعيدي
يقترب القطاع الرياضي من استحقاقات انتخابية مهمة خلال الفترة المقبلة، مع انعقاد الجمعيات العمومية لعدد من الاتحادات الرياضية، بهدف انتخاب مجالس إدارات جديدة، والجميع يأمل من خلالها ضخ دماء جديدة في هذه المؤسسات التي يعوّل عليها الكثير في الانتقال برياضتنا إلى آفاق نطمح لها جميعًا.
الحقيقة المؤسفة أن كثيرًا من هذه الاتحادات وعلى مدى عقود حصلت على الكثير من الدعم ووُضعت فيها الثقة كاملة للنهوض بالقطاع الرياضي، لكنها لم تنجح في ذلك، نتيجة لتحول أغلب هذه الاتحادات إلى مؤسسات يُديرها مجموعة معينة من الأشخاص لا يملكون المؤهلات الكافية لقيادة القطاع الرياضي، من خلال طرح الأفكار البناءة وتنفيذ المشاريع الواعدة والالتزام بخطط عمل وبرامج تحقق الصدى المأمول على أرض الواقع.
ومع اقتراب هذه الانتخابات، الآمال معلقة على الأندية الذين هم أعضاء الجمعيات العمومية، لكي يختاروا الأشخاص الأكفاء، وأن يبتعدوا كثيرا ويتجنبوا تمامًا الاختيارات القائمة على المصالح والمعارف والشللية، وأن ينتخبوا أصلح المرشحين، وأفضلهم، لا أقواهم نفوذًا أو لأنه ينتمي إلى عائلة أو قبيلة معينة، علينا أن نخرج من العصبيات، ونتجاوزها، فالكفاءة وحسب يجب أن تكون عنوان المرحلة. الحقيقة أن هناك أشخاص لا يريدون أن يغادروا هذه الاتحادات، وبعضهم عدَّل النظام الأساسي وكيفه على مقاسه لكي لا يترشح أي منافس أمامه، وهذا أمر غير معقول ولا يجب أن يحدث من الأساس. هناك عدد من أعضاء أو رؤساء مجالس إدارات الاتحادات، يفوزون بالانتخابات دورة تلو الأخرى، دون تحقيق أي إنجاز يُحسب لهم. وعندما تسأل أحدهم عن المنجز الذي حققه، يتعلثم ولا يستطيع أن يجد ما يقول، فلا ميدالية فاز بها منتسب للرياضة التي يترأس اتحادها، ولا كأسًا قاريًا أو عالميًا رفعه منتخب اللعبة، حتى إن بعض الفرق عندما تخرج للمنافسة في الخارج، تعود بخفي حنين، وكأنها كانت في نزهة أو فسحة للخارج، وليس للمنافسة والعودة بلقب أو تكريم ما.
أقول ذلك ونحن نرى أبناءنا غير قادرين على تحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم في أي لعبة، لا منافسات خارجية حقيقية، ولا بطل واحد على مستوى القارة أو الإقليم حقق رقمًا أو إنجازًا خلال الفترة الأخيرة، على الرغم من طرح الكثير من المشاريع والأفكار التي لو كانت تحققت ما كنَّا وصلنا إلى هذا المستوى من التراجع في الألعاب الرياضية المختلفة.
الأهم من ذلك كله، أن يملك المرشحون لمجالس إدارة الاتحادات خططاً واقعية تتماشى مع الظروف التي نمر ويمر بها العالم بأسره، لا نريد شعارات فارغة، أو خطبا حنجورية، ولا نطالبهم بكأس العالم أو حصد عشرات الميداليات في أولمبياد طوكيو، فقط نريد المشاركة التي تعكس عراقة الرياضة العمانية، فنحن من أوائل شعوب الخليج التي مارست رياضات عدة.
وختامًا.. نتوسم الخير في كل مرشح، لكن لا يجب أن نسمح لأحد بالتقصير في حق الوطن، وعلى كل فاعل في منظومة الاتحادات الرياضية أن يتراجع وينسحب إذا كان ينوي خوض الانتخابات على أساس السمعة والنفوذ، لا وفق قاعدة العمل والاجتهاد ووضع الخطط القابلة للتنفيذ.