27 عامًا تعيق توظيف المهن الطبية

 

د. حميد بن فاضل الشبلي

‏Humaid.fadhil@yahoo.com

 

ما إن يفتح الله بابًا لتحقيق أحلام إخواننا وأخواتنا من الباحثين عن وظيفة، إلا ويظهر لهم عائق يتسبب في تبخر ذلك الحلم وتلك الأمنية، التي طالما كانوا في انتظارها مع أسرهم منذ سنوات، وهذا ما يُعاني منه خريجو المهن الطبية (تمريض عام- مختبرات طبية- فني علاج طبيعي- فني علاج وظيفي- فني علاج النطق واللغة- فني بصريات- فني صحة فم وأسنان- فني أشعة- صيدلي) في عملية التوظيف، حين يكون من المتطلبات والشروط الوظيفية الموضوعة لشغل الوظائف السابق ذكرها، ألا يتجاوز عمر المتقدم 27 عامًا.

فقد لوحظ بشكل عام في بعض الإعلانات الخاصة بتوظيف المهن الطبية بالمؤسسات الصحية، وإعلانات وزارة الدفاع بوجه الخصوص، أنه تم الإشارة إلى ألا يزيد عمر المتقدم للوظيفة عن 27 عامًا، وخصوصًا إذا ما علمنا أن بعض هذه التخصصات مخرجاتها الأولى قد بدأت في العام 2016/ 2017، وبالتالي من الطبيعي أن يتجاوز سن الخريج عمر 27 عامًا، لكون أن المرحلة الماضية كانت شحيحة في عملية التوظيف، ولذلك من البديهي أن نجد قائمة من أصحاب تلك التخصصات في الانتظار؛ لأن هذا التخصص لا يمكن له التوظيف إلا في مؤسسة صحية حكومية أو خاصة، وهذا ما لم يحدث في الفترة المنصرمة حيث ندرت إعلانات التوظيف للمهن الطبية.

السؤال الذي يطرحه الخريجون: ما مصير هذه التخصصات إذا بلغ أصحابها سن 27 عامًا؟ هل يلجأون إلى وظائف أخرى بعيدة عن تخصصهم ودراستهم لا تشترط العمر، كذلك كيف يمكن تناسي الأيام والساعات التي قضاها الخريجون في فصول الدراسة والمختبرات مع التجارب العلمية والتطبيق العملي دون أن يحققوا حلم التوظيف لتلك الخبرة العلمية والعملية؟ إضافة إلى أن الكثير منهم مبتعثون في منح داخلية وخارجية لهذه التخصصات، فمن المؤسف أن تذهب تلك المصاريف دون أن يستفيد الوطن من هذه الكوادر الشابة الوطنية.

عندما نتحدث عن وظائف المهن الطبية فإننا نعلم أن هذه التخصصات لن تجد بيئة تقبل مهاراتها وتخصصها إلا في وسط المؤسسات الصحية، فلماذا هذا التعقيد وغلق بادرة الأمل نحو التوظيف لهذه الفئة؟ خصوصا أن بصيص الأمل جاء مع وجود إعلانات ترغب في توظيف المهن الطبية، إلا أن تلك الأمنية أوقفها شرط ألا يزيد العمر عن 27 عاماً، كذلك بعض التخصصات مخرجاتها من ضمن الدرجتين العلميتين البكالوريوس والدبلوم، إلا أن بعض من تلك الإعلانات اقتصر التسجيل فيه على درجة علمية واحدة ولم تذكر الأخرى؛ لذلك استشعر أصحابها أنهم غير مرغوب بهم كما أظهرته إعلانات التقدم للوظيفة.

ختامًا.. نتمنى النظر إلى جميع الخريجين بعين الاعتبار، وأن نراعي ظروفهم المادية والمعيشية وجهدهم وتحصيلهم العلمي، وألا يكون مصير خريجي المهن الطبية في السنوات الماضية ينتهي بعدم الصلاحية، مع التأكيد على أهمية النظر مرة أخرى في الشروط الموضوعة، كذلك نتمنى إتاحة الفرصة لجميع الخريجين نحو التنافس الشريف على الفرص الوظيفية المطروحة، وأن لا نتسبب في وجود يأس وعدم تفاؤل لمستقبل هذه الفئة التي حرمت من التوظيف بسبب سن 27 عامًا.