مصيف الجبل الأخضر

علي بن بدر البوسعيدي

سعدتُ قبل أيام قليلة مع صحبة طيبة بزيارة إلى واحدة من أجمل البقاع على أرضنا الطاهرة، واحة خضراء تفوح رائحة الورد منها على بعد أميال، وترسل نسماتها الباردة خلال الطريق المؤدي إليها، إنها نيابة الجبل الأخضر، تلك المنطقة الساحرة الآسرة التي تسلب القلوب قبل العقول، وتبعث على النشوة والفرح بمجرد أن يضع المرء منا قدمه فيها.

وعندما أزورُ الجبل الأخضر أشعر وكأني ذهبت إلى إحدى مناطق أوروبا، فالجبال الشاهقة وانت تمر بينها والمسطحات الخضراء والفواكه المنتشرة في كل حديقة غناء، كل ذلك يصنع عالمًا جميلًا مليئًا بالحيوية والنشاط، ويزداد سحر الطبيعة وانت تمشي في أنحاء الجبل الأخضر، فتارة تستمتع بالشمس الدافئة التي تشعر أنها قريبة منك؛ حيث ترتفع المنطقة عن سطح البحر بحوالي 3 آلاف متر عند أعلى نقطة، وتارة أخرى تشعر وكأن السحاب يسير بجوارك، ثم تتنسم النسائم الطيبة المعطرة برائحة الورد العماني.

أتذكرُ أن آخر مرة زرت فيها الجبل الأخضر- قبل هذه الزيارة- كانت قبل 15 عاما، ولقد فوجئت بمستوى التطور والتنمية التي عمت أرجاء الجبل، فوجدت منشآت سياحية جديدة تستقطب السياح والزوار، وتوسعا في حركة العمران أيضًا، ومتغيرات كثيرة تؤكد أن هذه المنطقة تتسارع فيها التنمية، وأنها ستكون واحدة من أهم المزارات السياحية في عمان، بل ومنطقة الخليج، نظرا لتفردها وتميزها عن أي بقعة سياحية أخرى.

لكن في الحقيقة ورغم مظاهر التنمية المتعددة، إلا أن الجبل الأخضر ما زال يحتاج الى الكثير من المشروعات، خاصة المتعلقة بالتطوير السياحي، لكي تتحول المنطقة بالفعل إلى منتجع سياحي كبير ومفتوح، فالجبل يستحق أن يكون درة السياحة العمانية، وليس مجرد منطقة استقطاب سياحي عادية، كغيرها من المناطق. وهنا يجب في الوقت نفسه اتخاذ كل الضوابط اللازمة لحفظ البيئة وصون الطبيعة، خاصة في ظل إهمال بعض الزوار وتعرض أشجار معمرة (مثل شجرة العلعلان) للحرق، في مشهد يؤسف له.

ومن أجل تطوير السياحة في الجبل الأخضر، نأمل أن يتم تحويل كل المنشآت الحكومية المدنية أو العسكرية، إلى مواقع أخرى، والاستفادة من المواقع الحالية في الجذب السياحي، خاصة وان المنشآت الحكومية الحالية تقع في مناطق مميزة للغاية، إذا ما حولنها لمناطق سياحية في المقام الأول.

كلي آمل أيضًا أن نستفيد من مناخ البحر المتوسط الذي يتميز به الجبل الأخضر، ونتوسع في زراعة المحاصيل، مثل الزيتون والكمثرى، وتحقيق تنمية زراعية مستدامة هناك..

الأكثر قراءة