ترجمة- هديل العبرية
علقت صحيفة ذا جارديان البريطانية على مُشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن في أعمال اجتماعات مجموعة السبع، والتي عقدت في بريطانيا خلال الأيام القليلة الماضية، وقالت الصحيفة إنَّ بايدن استهدف خلال أعمال القمة "تجنيد الحلفاء للحرب الباردة المقبلة".
ونشرت الصحيفة مقالاً بقلم رفائيل بيهر، وهو أحد أبرز كتاب الصحيفة، ومتخصص في السياسات البريطانية والدولية، وعمل مراسلا في إقليم البلطيق وروسيا.
وذكر الكاتب في مستهل مقاله أن بايدن سافر إلى المملكة المتحدة قاطعاً المسافة فوق المحيط الأطلسي، فيما بدا أنه محملٌ بالنوايا الحسنة، بعد أربع سنوات من حكم الرئيس السابق دونالد ترامب، في الوقت الذي عبر الزعماء الأوروبيون عن امتنانهم لحقيقة كون رئيس الولايات المتحدة مؤمناً بأهمية الديمقراطية والتفاهم الدبلوماسي. إذ لم يكن لترامب أي معرفة بمصطلحات مثل "التحالف التاريخي"، أو "الشراكة الاستراتيجية" أو حتى "المصالح المُشتركة". فترامب- معميًا بغروره- كان ينظر إلى المؤسسات متعددة الأطراف كمؤامرة ضد الولايات المتحدة، وكان سماعه لأي حديث أوروبي حول النظام العالمي القائم على قواعد دولية، أشبه بسماع نعيق الأمم الضعيفة، بالنسبة له.
ويرى الكاتب أنَّ هدف بايدن من المشاركة في اجتماعات مجموعة السبع، يتمثل في تعزيز المصطلحات الديمقراطية والتي تعبر عن التحالف والشراكة. وقد تحدث الرئيس -في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست عشية رحلته- عن التزامه بعلاقة "متجددة" و"ثابتة" عبر المحيط الأطلسي مبنية على أساس "القيم الديمقراطية المتبادلة".
وبدأ بايدن خط سيره من كورنوال في إنجلترا، حيث مقر اجتماع قادة مجموعة الدول السبع، ومن ثم سيتجه إلى بروكسل في بلجيكا، لحضور اجتماع قمة حلف شمال الأطلسي "ناتو"، إضافة إلى عقد لقاءات مع أعضاء المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية. ويعتزم بايدن حشد التضامن الغربي قبل محطته الأخيرة في جنيف؛ حيث سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويرى كاتب المقال أن إعادة إشعال فتيل الحرب الباردة من شأنه منح بوتين الفرصة لتعزيز إدعائه بأن روسيا ما زالت قوة عظمى. وفي الواقع تنظر واشنطن إلى موسكو باعتبارها قوة مضمحلة تحاول تعويض نفوذها المنكمش من خلال شن هجمات عشوائية حيثما أمكنها ذلك، بهدف التسبب في الأذى ونشر الفتنة. لذا يُنظر إلى بوتين كمصدر إزعاج لا منافسًا للولايات المتحدة.
لكن على النقيض من ذلك، فالصين يُنظر إليها باعتبارها قوة عظمى حقيقية وقطب الرحى في شرق العالم، مما جعل بايدن يشير إليها خلال حديثه عن إنعاش تحالف الديمقراطيات الغربية. وفي هذا الصدد قد يكون الزعم بتنصل بايدن من خطاب ترامب التخريبي على مدى السنوات الأربع الماضية، زعمًا مضللًا. ويبدو للأوروبيين كما لو أن الإدارة الأمريكية الجديدة ترغب في إعادة عقارب الساعة للوراء وتحديدا عند مرحلة أكثر هدوءًا وأقل عدائية. لكن بايدن في الواقع يطلب من أوروبا التعاون المشترك من أجل خوض السباق القادم مع بكين للظفر بسيادة العالم. ويؤكد الكاتب أن الولايات المتحدة تواجه خطر أن تحل الصين محلها كقوة عالمية رئيسة في غضون عقود، الأمر الذي يبدو لواشنطن على أنه "فكرة مروعة".