ماذا تعرف عن الصداع النصفي "المرض الشبح"؟! وهذا هو العلاج

ترجمة- عَزّة بنت عبد العزيز الهِنائية

رصد تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمجلة "سياكولوجي توداي"، عددا من أحدث الأدوية المتخصصة في علاج الصداع النصفي.

واستهل الكاتب أراش أمامزاده، التقرير بتعريف الصداع النصفي، موضحا أنه نوع سائد من الصداع، مضيفا أن هناك مجموعة متنوعة من الأدوية تستخدم في علاج الصداع النصفي والوقاية منه، وعادة ما تكون مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية ونابروكسين وتريبتان والجيبانت. ولفت إلى أن هذه العلاجات أيضًا مفيدة في السيطرة على الأجهزة العصبية (مثل محفز العصب المبهم) والتدخلات السلوكية (مثل العلاج المعرفي السلوكي CBT) وفي علاج الصداع النصفي.

ويشرح التقرير مفهوم الصداع الأولي؛ إذ يبين أن الصداع عادة يحدث عندما تتعرض الهياكل الحساسة في الرأس والرقبة للألم، مثل تعرض العضلات والشرايين والأوردة والجيوب الأنفية والسحايا إلى الضغط والتهيج والالتهاب وما شابه ذلك. ويأتي الصداع في أشكال عدة، ويختلف بعضها عن بعض من حيث تكرار حدوثه وموضع الإصابة به وشدة الألم. وهناك الصداع الثانوي الناتج عن مشكلات صحية أخرى، مثل ورم الدماغ أو تمدد الأوعية الدموية الدماغية، أو السكتة الدماغية، أو الارتجاج، أو إصابة الرقبة أو اضطراب الجهاز الهضمي أو الإنفلونزا أو التهاب الأذن أو التهاب الجيوب الأنفية أو الجفاف. واضطرابات الصداع الأولية، على النقيض من ذلك، ليست من أعراض مشكلة صحية أخرى.

ويشمل الصداع الأولي الصداع الناجم عن التوتر، والصداع النصفي، واضطرابات الصداع الأولية الأخرى (مثل الصداع المستمر اليومي)، والصداع ثلاثي التوأم اللاإرادي (TACs)، وهذا النوع نادرًا ما يشمل الصداع العنقودي. بينما الأكثر انتشارًا هو الصداع الناجم عن التوتر، على الرغم من أن الصداع النصفي هو الأكثر شيوعًا.

ويوضح التقرير تعريف الصداع النصفي، ويقول إنه حالة عصبية شائعة (ينتشر بنحو 12%) تؤثر على الملايين من الأمريكيين كل عام. وتتفاوت حدة ألم الصداع النصفي بين متوسط أو شديد، وعادة ما يكون- وليس دائما- أحادي الجانب، وعادة ما يوصف بأنه عبارة عن خفقان أو نبض. وغالبا ما ينتشر الصداع النصفي في العائلات، ويتركز انتشاره لدى النساء، والأكثر شيوعًا عند الأشخاص في أواخر الثلاثينيات من العمر، إذ يقل انتشار الصداع النصفي وحدته مع تقدم العمر.

أما أسباب الصداع النصفي فهي على الأرجح مزيج من العوامل الوراثية والبيئية. وقد تشمل الفيزيولوجيا المرضية للصداع النصفي تراكيب دماغية متعددة، منها على سبيل المثال: جذع الدماغ، وما تحت المهاد، والعصب الثلاثي التوأم، والعمليات مثل: اكتئاب الانتشار القشري، وإطلاق الببتيد الالتهابي المرتبط بالكالسيتونين الجيني، خلال مراحل مختلفة من نوبة الصداع النصفي.

واعتمادا على المريض، يمكن أن يحدث الصداع النصفي بسبب عدة عوامل، مثل التغيرات الهرمونية لدى النساء، والإجهاد العاطفي، وشرب الكحوليات، والأدوية، والجوع، والجفاف، وبعض الأطعمة مثل الشوكولاتة، والجبن القديم، وغيرها من الأطعمة الغنية بالتيرامين. وأيضا من مسببات الصداع: الضوء، والضوضاء، والروائح، والأرق، والتغيرات البيئية والطقس. وذلك نظرًا لأن مسببات الصداع النصفي تتفاوت من شخص لآخر، لذا سيكون من المفيد الاحتفاظ بمذكرات عن تاريخ حدوث نوبات الصداع النصفي؛ للمساعدة مستقبلًا على تحديد مسببات الصداع النصفي المحتملة.

وبحسب التقرير فإن للصداع النصفي 4 مراحل، وإن لم يكن جميع مرضى الصداع النصفي سيمرون بجميع هذه المراحل.

المرحلة الأولى، ويطلق عليها مصطلح (البادرة)؛ وتشمل الأعراض المبكرة ما قبل النوبة (على سبيل المثال: تغيرات المزاج، التثاؤب، الرغبة الشديدة في الطعام)، وتحدث هذه الأعراض قبل ساعات أو حتى يوم أو يومين قبل نوبة الصداع النصفي.

المرحلة الثانية (الهالة)؛ وأعراضها تتمثل في رؤية الأضواء الساطعة والخطوط المتعرجة والشعور بوخز أشبه بوخز الإبر والدبابيس مع الإحساس بالتنمل، وتتطور الأعراض تدريجيًا وتستمر لمدة ساعة على الأكثر وقد تحدث قبل أو أثناء نوبة الصداع.

المرحلة الثالثة (مرحلة الألم)؛ وتتميز هذه المرحلة بشعور المريض بألم نابض وغثيان وقيء وحساسية تجاه الضوء والصوت والرائحة، وتستمر أعراض النوبة من 4 ساعات إلى 3 أيام.

المرحلة الرابعة (ما بعد الصداع)؛ وعادة ما يتم وصفها بالشعور بالتعب والإرهاق والارتباك لمدة يوم أو نحو ذلك بعد النوبة، على الرغم من أن بعض المرضى يصفون شعورهم بالسعادة والانتعاش بدلًا من ذلك.

ونوبات الصداع النصفي عرضية، بالنسبة لمعظم مرضى الصداع النصفي، في حين أن 2.5% يتحول الصداع النصفي لديهم إلى وضع مزمن؛ أي تتوالى النوبات على مدى 15 يومًا أو أكثر شهريًا، ولمدة 3 أشهر على الأقل. وعلى مدار عامين، يعود حوالي ربع حالات الصداع النصفي المزمن إلى الصداع النصفي العرضي.

وهناك عوامل مرتبطة بالتحول من الصداع النصفي العرضي إلى الصداع النصفي المزمن، مثل: شرب الكثير من الكافيين والغثيان المستمر والمتكرر والاكتئاب والقلق والسمنة واضطرابات الألم والشخير وانقطاع النفس أثناء النوم والإفراط في استخدام الأدوية (مثل: المواد الأفيونية، التريبتان، الباربيتيورات، العقاقير المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية أو مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية)، والألم الخيفي.

كيف تعالج الصداع النصفي وتقي نفسك من نوبات الصداع النصفي؟

أثناء النوبات، يساعد الاستلقاء في غرفة مظلمة وهادئة على تقليل الألم الشديد والغثيان. وغالبا ما يزداد ألم الصداع النصفي والغثيان سُوءًا بسبب النشاط، والتعرض للضوء، والصوت، والروائح.

ويجد العديد من الناس أنهم بحاجة إلى مساعدة طبية لأن الأعراض شديدة أو لأن نوبات الصداع النصفي تحدث لهم بصفة متكرر. وفي البداية، يحاول هؤلاء المرضى عادة استخدام مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية مثل أدفيل وموترين (كلاهما يحتوي على الإيبوبروفين) أو إكسيدرين (يحتوي على الأسبرين والباراسيتامول والكافيين).

ويشير التقرير إلى أن العلاجات الدوائية الأكثر فعالية للصداع النصفي (نوبات الصداع النصفي الحادة) هي "أسيتامينوفين 1000 ملغ، ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، مثل نابروكسين الصوديوم [أليف]، 550 ملغ؛ والمنتجات المركبة التي تحتوي على الكافيين".

أما العلاجات الثانوية الفعالة للصداع النصفي، فتشمل أدوية التريبتان، مثل ريزاتريبتان (ماكسالت)، أو ايليتريبتان (ريلباكس) 40 ملغ. وفي حال عدم فعالية إثنين أو أكثر من "أدوية التريبتان"، أو وجود موانع لاستعمالها، أو أن جسم المريض لا يمكنه تحملها، ففي هذه الحالة يمكن وصف أدوية جيبانتس (gepants) مثل rimegepant [نورتيك ODT] أو ubrogepant [أوبرلفي]، أو لازميديتان [ريفو].

وتشمل العلاجات الأخرى للصداع النصفي علاجات التعديل العصبي، مثل التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة أحادي النبض/ بنبضة واحدة (sTMS)، وتحفيز العصب المبهم غير المنتشر (nVNS)، وتحفيز العصب الثلاثي التوأم الخارجي (eTNS)، وتعديل الأعصاب الكهربائية عن بعد (REN).

وتشمل التدخلات شائعة الاستخدام للوقاية من الصداع النصفي الأدوية الخافضة لضغط الدم (الأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الدم) مثل البرروبرانولول (إندرال) وكانديسارتان (أتاكان)؛ مضادات الاكتئاب، مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات أميتريبتيلين (إيلافيل)، أو السيروتونين/ الاروتونين والنورادرينالين مثبطات كبتاك (SNRI) ومضاد الاكتئاب فينلافاكسين (ايفكسور)، ومضادات الصرع مثل توبيراميت (توباماكس).

ويوضح التقرير أن "العلاج النموذجي" للصداع يتكون من كانديسارتان 16 ملغ، يوميا أو توبيراميت 50 ملغ، مرتين يوميا. أما بالنسبة لغير المستجيبين، يجب مراعاة الأجسام المضادة أحادية النسيلة (على سبيل المثال: eptinezumab، ويباع تحت العلامة التجارية Vyepti)، وتوكسين البوتولينوم (البوتوكس)، ووسائل التعديل العصبي المذكورة أعلاه.

وتشير بعض الأبحاث إلى أن بعض الفيتامينات والمعادن والمكملات الغذائية مثل إنزيم Q10 وفيتامين B2 (ريبوفلافين) والميلاتونين والمغنيسيوم والزبدة، يمكن أن تكون مفيدة أيضًا.

وقد تشمل التدخلات الأخرى للوقاية من الصداع النصفي ممارسات التأمل الذهني، والعلاج السلوكي المعرفي، والارتجاع البيولوجي الحراري.

ويختتم التقرير بالإشارة إلى أنه ربما يتعين على المرضى التفكير بجدية في تقنيات إدارة الإجهاد النفسي وممارسات الاسترخاء، ومنها على سبيل المثال: التنفس العميق، واسترخاء العضلات التدريجي، وممارسة الرياضة البدنية بانتظام، والأكل الصحي، والتحكم في الوزن، وأخذ قسط كافٍ من النوم، وغيرها من أنماط الحياة الصحية.

تعليق عبر الفيس بوك