أسعار النفط وحياة المواطن

علي بن بدر البوسعيدي

كان من اللافت خلال الأيام القليلة الماضية أنَّ أسعار النفط شهدت ارتفاعات فوق مستوى 70 دولارا للبرميل، وهو ما دفع الكثير من المُواطنين إلى التساؤل حول تأثير هذه الارتفاعات على أحوالهم المعيشية، فحياة المواطن العادي الآن لم تعد تخفى على أحد؛ حيث يُعاني من ارتفاع أسعار السلع والخدمات، فضلاً عن عدم قدرة الكثيرين على الحصول على مصادر دخل أخرى غير الوظيفة، في ظل التحديات الاقتصادية التي فرضتها جائحة كورونا.

لا شك أنَّ زيادة أسعار النفط سيترتب عليها ارتفاع في الإيرادات العامة للدولة، وهذا يعني توفير المزيد من الأموال لمواصلة جهود التنمية، لكن في المُقابل على الجميع أن يُدرك أن هذه الزيادة في سعر الخام الأسود لا تعني أننا وصلنا إلى مراحل من الاستقرار، أو أنَّ هذه الزيادة ستساهم في تخفيض العجز المالي، فالطريق إلى هذا الهدف طويل، حيث إن الأسعار بطبيعتها متذبذبة، ومتغيرة، وغير مستقرة على حال، وهي مرتبطة بعوامل خارجية عالمية وليس ظروفنا الاقتصادية الداخلية. والشاهد في هذا الموقف أن الوضع الاقتصادي العالمي لم يتحسن بعد، على الرغم من الجهود المُتواصلة حول العالم للقضاء على فيروس كورونا، الذي تسبب في حالة الركود الاقتصادي العالمي، مع لجوء الدول إلى العزل العام وإغلاق الأنشطة التجارية والاقتصادية، لكن تبقى الآمال معقودة على حملات التطعيم المستمرة حول العالم. والحمدلله السلطنة تواصل جهودها للحد من انتشار الفيروس، خاصة وأننا تلقينا كميات كبيرة من اللقاحات المضادة لكورونا، وتستهدف وزارة الصحة تطعيم أعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين في أسرع وقت مُمكن، وهذا جهد مشكور محل ثناء وتقدير من الجميع.

المطلوب الآن أن نواصل العمل من أجل استعادة التعافي الاقتصادي، وتحقيق تطلعات رؤية "عمان 2040"، من خلال تفعيل التنويع الاقتصادي، ومواصلة جهود تحفيز الاقتصاد، وخاصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة القادرة على توفير الوظائف، ورفد ميزانية الدولة بالإيرادات المطلوبة لإنفاقها على مشاريع التنمية.

على المواطنين كذلك الالتزام بالضوابط الاحترازية لمكافحة تفشي الوباء، كي نضمن استمرار فتح الأنشطة الاقتصادية ومواصلة التقدم بخطى حثيثة إلى المستقبل.

وأخيرًا.. نأمل أن تنعكس كل التطورات الاقتصادية الإيجابية على المواطن، سواء كانت هذه التطورات زيادة في أسعار النفط أو خطط لتحفيز الاقتصاد وإنماء المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فالمواطن تحمل الكثير من أجل أن يخرج الاقتصاد من عنق الزجاجة، ونسأل الله أن يكون ذلك قريبًا، حتى نواصل المسيرة نحو "عمان 2040" ووضع وطننا في مصاف الدول المتقدمة.