مسقط- العمانية
تشهد بعض مناطق العالم يوم الأربعاء خسوفا كليا للقمر يعدُّ الأول منذ عامين ولن يُشاهد من السلطنة، ويتزامن خسوف القمر هذه المرة مع وقوع القمر في أقرب نقطة إلى الأرض.
وقال سالم بن سعيد الرحبي عضو الجمعية الفلكية العمانية المشرف على نادي كعب بن زيد الفلكي، إن الخسوف الكلي للقمر يمكن رؤيته في عدد من مناطق العالم ومنها جنوب شرق آسيا وأستراليا والأمريكيتان والمحيط الهادي والمحيط الأطلنطي والمحيط الهندي والقارة القطبية الجنوبية. ويبدأ الخسوف الكلي عند الساعة 1:44 مساءً بتوقيت مسقط ويكون خسوفا جزئيا ويبدأ القمر الدخول تدريجيا في ظل الأرض إلى أن يكتمل الخسوف عند الساعة 3:11 مساءً وعندها يكون الخسوف كليا، ولا يستمر الخسوف الكلي مدة طويلة حيث يبدأ بعدها القمر الخروج تدريجيا من ظل الأرض لينتهي الخسوف عند الساعة 4:52 مساءً. وأوضح أن الخسوف الكلي للقمر لن يكون هذه المرة مشاهدا في الوطن العربي؛ لتزامنه مع وقت النهار في هذه الدول، مضيفا بأن خسوف القمر يحدث عندما تحجب الأرض ضوء الشمس عن القمر، وهناك ثلاثة أنواع من الخسوف هي: الكلي والحلقي وخسوف شبه الظل.
وأوضح أنه عند حدوث خسوف القمر تقع الأرض والشمس والقمر على خط واحد ويتحرّك القمر في ظل الأرض، ففي حال لم يكن للأرض غلاف جوي سيبدو القمر أسود، غير أن الغلاف الجوي للأرض يعيد توجيه ضوء الشمس نحو القمر، وبما أن الضوء الأزرق يتشتت بسهولة أكبر من الضوء الأحمر، الذي يمر عبره دون عوائق تقريبًا، فإن القمر يغمره ضوء الشمس الأحمر.
وأشار إلى أن القمر غدا يكون عملاقا لوقوعه في أقرب نقطة إلى الأرض حيث يكون بعده عن الأرض حوالي 357461 كم وسيبدو أكبر وأكثر إشراقا عمّا هو عليه في الحالات العادية. وأشار إلى أهم الفوائد العلمية لهذه الظاهرة حيث قال بأن ظاهرة الخسوف مهمّة جدا لدراسة نسب الغاز والغبار في طبقة الستراتوسفير، كما أن العلماء يحاولون من خلال هذه الظاهرة دراسة الطيف القادم من القمر أثناء الخسوف الكلي وعبوره الغلاف الجوي للأرض وملاحظة المؤشرات الحيوية (بعض العناصر في الطيف) ومقارنتها بأطياف الكواكب الخارجية ومدى التوافق والاختلاف بين هذه الأطياف لدراسة مدى قابلية وجود حياة على هذه الكواكب.