خلال المشاركة عن بُعد في مؤتمر للمنظمة الدولية

الشيبانية تؤكد أمام "اليونسكو": سياسات السلطنة تعمل على تعظيم دور التعليم في التنمية المستدامة

المؤتمر يسعى لإنشاء أساس قوي للشبكة العالمية للتعليم من أجل التنمية المستدامة

وزيرة "التربية": إدراج أهداف التنمية المستدامة في المناهج الدراسية

التركيز على الحفاظ على بيئة مستدامة والحد من أوجه عدم المساواة

التعليم يتصدر 11 توجهاً استراتيجياً في رؤية "عمان 2040"

مسقط- الرؤية

شاركت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم رئيسة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، حيث ترأست وفد السلطنة المشارك افتراضيًا في أعمال مؤتمر اليونسكو العالمي للتعليم من أجل التنمية المستدامة، والذي نظمته منظمة اليونسكو بالتعاون مع الوزارة الاتحادية الألمانية للتعليم والبحوث، واللجنة الألمانية لليونسكو، عبر الاتصال المرئي، خلال الفترة من 17 إلى 19 مايو الجاري.

ويهدف المؤتمر إلى تعزيز الوعي بتحديات التنمية المستدامة، ولا سيما أزمة المناخ، وخسارة التنوع البيولوجي، والتحديات البيئية الأخرى، والدور الحاسم للتعليم كعامل تمكين رئيسي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بنجاح، إضافة إلى بناء زخم للإطار العالمي الجديد للتعليم من أجل التنمية المستدامة لعام 2030 لفترة 2020- 2030، وخارطة طريق للتنفيذ، بما في ذلك ضمان التزام السياسات بالتعليم من أجل التنمية المستدامة من خلال إعلان برلين الذي من المتوقع أن يتضمن دعوة لاتخاذ إجراءات عاجلة لتسريع الاستدامة والعمل المناخي من خلال التعليم، وتوسيع وتعزيز الشراكات وفرص التواصل من أجل التعليم من أجل التنمية المستدامة. وألقت معالي الدكتورة مديحة الشيبانية- خلال المؤتمر- كلمة نقلت من خلالها تحيات حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وتمنياته لأعمال المؤتمر بالتوفيق والنجاح في تحقيق أهدافه وغاياته المرسومة.

واستهلت معالي الدكتورة كلمتها بالإشارة إلى أهمية التنمية المستدامة وجهود المنطقة العربية في تنفيذها، وقالت: "إيماناً من دول المنطقة بأهمية تنفيذ التزاماتها في تحقيق أهداف التعليم من أجل التنمية المستدامة، فقد أنشأت لجاناً وفرق عمل على المستوى الوطني تُعنى بمتابعة تنفيذ هذه الأهداف، والتي تم تضمينها في الاستعراضات الوطنية الطوعية لأهداف التنمية المستدامة خلال العامين 2018 و2019، كما تم إدراج أهداف التنمية المستدامة في المناهج الدراسية، خصوصاً تلك التي تتعلق بالحفاظ على بيئة مستدامة والحد من أوجه عدم المساواة، والقضاء على الفقر والجوع وتحقيق السلام والعدل".

وأضافت معاليها أن الدول حرصت على التشاور فيما بينها لتبادل الخبرات على المستوى الإقليمي؛ فتمَّ تنفيذ الإطلاق الإقليمي عبر الإنترنت لخارطة طريق التعليم من أجل التنمية المستدامة لعام 2030 للدول العربية في نوفمبر 2020، وحرصت دول المنطقة على التشاور فيما بينها لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات على المستوى الإقليمي، فتمَّ إطلاق خارطة طريق التعليم من أجل التنمية المستدامة لعام 2030 للدول العربية في نوفمبر 2020، كما نظَّم مكتب اليونسكو في بيروت بالتعاون مع منظمة التنمية المستدامة في سبتمبر 2020 ورشة عمل على مستوى إقليمي، وذلك ضمن استراتيجية اليونسكو للتعليم والتدريب الفني والمهني( 2016-2021) /، والتي تُعنى بثلاث أولويات رئيسية هي: توظيف الشباب وريادة الأعمال، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وتيسير الانتقال للاقتصادات الخضراء والمجتمعات المستدامة.

وعلى مستوى السلطنة، وتأكيداً على ما جاء في وثيقة إطار العمل الجديد بأن "التعليم من أجل التنمية المستدامة جزءٌ لا يتجزأ من أهدف التنمية المستدامة المتعلق بالتعليم الجيد وعنصر تمكيني رئيسي لجميع أهداف التنمية المستدامة الأخرى"، أكدت معالي الدكتورة أن سياسات السلطنة تعمل على تنفيذ ذلك من خلال رؤية "عمان 2040"، مشددة على أنها رؤية وطنية شاملة ومتكاملة، تتضمن 11 توجهاً استراتيجياً، يتصدرها التوجه الاستراتيجي المتعلق بالتعليم، كما إن الفلسفة الجديدة للتربية في السلطنة تتضمن أهدافًا مرتبطة بالتعليم من أجل التنمية المستدامة، وأهدافًا أخرى مرتبطة بالمواطنة، والقيم، والتربية على حقوق الإنسان.

وأضافت الشيبانية في كلمتها: "لا يخفى عليكم مدى تأثير جائحة كوفيد-19 على قدرة العديد من الدول في تنفيذ التزاماتها لتحقيق أهداف التعليم من أجل التنمية المستدامة، خاصة فيما يتعلق بتحقيق الهدف الرابع والذي دفع كافة الدول لإعادة ترتيب أولوياتها للتعامل مع المُتغيرات التي أفرزتها الجائحة، وإقليميا نظّم المركز الإقليمي للتخطيط التربوي بالشراكة مع مكتب التربية العربي لدول الخليج، والمركز الإقليمي للجودة والتميز في التعليم ورشة حول واقع تطبيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للتعليم 2030 للبحث عن الآليات المناسبة للتخفيف من آثار الجائحة". وأضافت أنَّه من هذا المنبر ندعو المجتمع الدولي والشركاء الأساسيين للتعاون والتكاتف وتقديم الدعم المادي والفني والمعنوي للدول الأكثر تضرراً من هذه الجائحة، والدول التي تمر بأزمات الحروب والأخذ بيدها للمضي قدماً في تحقيق أهداف التعليم من أجل التنمية المستدامة.

واختتمت معاليها كلمتها بالقول: "إنَّ الطريق لتحقيق أهداف التعليم من أجل التنمية المستدامة ليست سهلة، فالتحديات موجودة والمعوقات كثيرة، إلا أنَّه لابد من وجود الرغبة الصادقة والحقيقية في التغلب عليها، وكلنا أمل في تجاوز آثار هذا الوباء من خلال العمل بجدية تامة لتحقيق أهداف التعليم من أجل التنمية المستدامة لينشأ جيل يُؤمن بالمواطنة العالمية، ويسعى للعيش في بيئة نظيفة ومجتمع متماسك مترابط ينشد تحقيق العدالة والسلام في رحاب الكرة الأرضية أجمع".

تعليق عبر الفيس بوك