ناجي بن جمعة البلوشي
من أقصى الشرق في رأس الحد إلى أدنى الغرب في ولاية محضة، ومن شمال عُمان بخصب إلى جنوب عمان بولاية المزيزنة، هناك من الاختلافات في مواقيت إقامة الصلاة والاستجابة لنداء الحق بالحضور إلى صلاة الجماعة في المساجد.
وحيث إنَّه لم تصلنا بعد أخبار عن إصابات مباشرة في إحدى مساجد السلطنة، بعد أن تمَّ افتتاحها بقرار من اللجنة العليا المكلفة بمتابعة آثار الجائحة، إلا ما نشرته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية من "توجيه المؤذنين إلى ضرورة تكييف أداء صلاتي الفجر والعشاء بما يتوافق مع قرار اللجنة العليا"، فإن رؤيتنا ومن متابعتنا لآثار وتبعات القرار الأخير المعني بالإغلاق سيؤثر حتما على إقامة صلاتي العشاء والفجر في شتى أنحاء السلطنة؛ وذلك لاختلاف المواقيت بينها، فإذا فرضنا أن أهالي رأس الحد سيقومون بإقامة صلاة الفجر بعد عشرين دقيقة من انتهاء رفع الآذان، فإنهم لن يصلوا بذلك الانتظار والمهلة إلى الساعة الخامسة بعد نفس تلك المهلة الطويلة التي يحسبها أهالي الشرق يفتقدها أهل خصب، فتجدهم ربما لم يرفعوا الآذان بعد. الحال متشابه في صلاة العشاء فإذا كانت ولاية صور ترفع الأذان في الساعة السابعة والنصف، فإن ولاية صلالة سترفعه في الثامنة مساء؛ وبهذا لن يكون هناك وضوح في الشمولية من القرار.
لذا؛ نرى أنَّ تخفيض نصف ساعة عن وقت الفجر مع زيادة نصف ساعة لوقت العشاء حال مناسب، سيشمل كل عمان، وسيحصل جميع أبنائها على المساواة والاستفادة من قرار فتح المساجد، إلا أذا كان هناك رأي لدى اللجنة العليا مختلف عما قدرناه هنا وفيه مصلحة للوطن والمواطن.
... إنَّ المساجد تعد من الأماكن الأكثر التزاما بالاحترازات الصحية المطلوبة إذا ما قِسناها مع أماكن التسوق وأسواق البيع والشراء، أو حتى الوحدات الحكومية التي لا يتبع موظفوها كلَّ تلك الاحترازات اللازمة؛ فهم لا يرتدون الكمامات، ويجتمعون قريبا عند التحدث بينهم دون وضع مسافة كافية، كما أنهم يتخالطون بينهم أثناء تناولهم المأكولات، بينما المساجد ووكلاؤها ما زالوا حتى يومنا هذا ملتزمين بمسافة المترين ولبس كل المصلين الكمامة ووضع المعقمات وإغلاق المساجد في حينها، وإذا كانوا هم كذلك فإنه ومن مبدأ العدل فأنَّ المكافأة للمجيد لابد أن تكون موجودة، كما العقاب موجود على المخالف، حفظ الله تعالى عمان وأبناءها، ورفع عنها البلاء والوباء.