من أين لهم بثمن الدواء؟

ناصر بن سلطان العموري

abusultan73@gmail.com

مُناشدة وصلتنا من مُواطن يشكو همَّه، ويبث شكواه، هي مناشدة قصيرة في سطورها، عميقة في فحواها ومضامينها، نتركُكم مع المناشدة كما وصلت بكل أمانة:

"ابتلاني الله بمرض السكري منذ الصغر، ونحمد الله في السراء والضراء، أعاني أيما معاناة وبشكل شهري من نقص في الأدوية حينما أذهب للحصول على الأدوية من المركز الصحي التابع لمنطقتي، دائما ما أجد الإجابة نفسها: "هناك نقص في الأدوية"، وأرجع خائبا في كل مرة تملؤني الحسرة والألم  لعدم حصولي على الأدوية المطلوبة كاملة، وكوني سأضطر التكلف لشرائها من مالي الخاص نظرا لحاجتي إليها، وللعلم فأنا موظف في القطاع الخاص، وراتبي لا يكاد يغطي نفقات عائلتي، وكما علمتُ فأنا لستُ الوحيد ممن يواجه نفس المشكلة، ويضطر لشراء الأدوية، وهي مُكلِّفة بطبيعة الحال، وعند تواصلي مع المركز الصحي يأتي الرد بأنَّ النقص من مخازن وزارة الصحة، حاولتُ جاهدا أن أجد الحل والتواصل مع الخط الساخن لوزارة الصحة، ولكن دُون جدوى للأسف؛ فما زال الكثير منا يعاني دون مراعاة وأنا أولهم.

نحنُ في عهد النهضة المتجددة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -أعزَّه الله- والأدوية بطبيعة الحال من الأمور الواجب توفيرها لأي مواطن يعيش على تراب هذا الوطن، ومن هنا أوجِّه مناشدتي لمعالي وزير الصحة بأهمية توفير الأدوية اللازمة لأصحاب الأمراض المزمنة، فليس كلهم سواء ماديا في الاستطاعة لشراء الدواء، كُلِّي ثقة بأنْ تصل مناشدتي، وأن يُسمع ندائي.. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد".

مناشدة في اعتقادي واضحة كوضوح الشمس في كبد السماء؛ فقد نصت المادة (15) من النظام الأساسي للدولة على أنه "تكفل الدولة الرعاية الصحية للمواطنين، وتعمل على توفير وسائل الوقاية والعلاج من الأمراض والأوبئة، وتشجع على إنشاء المستشفيات ودور العلاج الخاصة، وذلك بإشراف من الدولة، وعلى النحو الذي يبينه القانون".

وتوفير العلاج وما يُصاحبه من رعاية صحية وأدوية مكفولة جميعًا للمواطن من قبل الدولة ولكافة المواطنين دون استثناء، فما بالك بمن كان من فئة الضمان الاجتماعي أو المتقاعدين أو موظفي القطاع الخاص ممن رواتبهم لا تسمح بتحمُّل أسعار أدوية الأمراض المزمنة مرتفعة التكلفة.

لا نَدرِي حقيقةً ما السبب الذي يؤخر وصول الأدوية من مخازن الوزارة إلى المراكز الصحية، وفي المقابل نجد أنَّ مُراجعي المستشفيات الأخرى التي ليست تحت مظلة وزارة الصحة لا يُعانون من نفس المشكلة؟ ويستلمون أدويتهم كاملة! وهنا يكمُن السؤال الذي يحتاج لإجابة.. مع خالص التقدير للدور الكبير الذي تقوم به وزارة الصحة، ولكن ينبغي هنا وضع اليد على الجرح في سبيل تشخيص العلاج، وإيجاد حل لهذه الإشكالية التي يُعاني منها العديد من المواطنين، ومناشدة المواطن خير دليل على ذلك، ويا حبذا هنا لو يتم حصر من يُعانون من الأمراض المزمنة ويستلمون الأدوية بشكل شهري في كافة المراكز الصحية بالسلطنة، على أمل معرفة العدد والأدوية المطلوبة لكل منهم، والحرص على توفيرها لهم كاملة دون نقصان وبشكل منتظم.

كلنا على يقين بأنَّ هذه المناشدة ستصل لوزارة الصحة، وعسى أنْ يتغير واقع الحال إلى الأفضل؛ فهناك أشخاص يتألَّمون من المرض، فلا نزيد أوجاعهم بتحمُّل تكاليف هذه الأدوية؛ فالراحمون يرحمهم الرحمن.