المسارات الجبلية تنشط السياحة

 

طالب المقبالي

muqbali@gmail.com

 

تنشط هذه الأيام حركة جميلة يقوم بها الشباب في بعض الولايات تتمثل في شق مسارات جبلية، من أجل تفعيل رياضة المشي وتسلق الجبال والاستمتاع بالمناظر الجميلة من خلال الإطلالة العلوية للولايات التي تطل عليها تلك المسارات.

وهناك جانب آخر مهم وهو تنشيط السياحة الداخلية والتخييم في المسطحات الجبلية، حيث تتوفر في الأعلى مساحات تستوعب عمل المخيمات الصغيرة للمقيل والمبيت تحت السماء المفتوحة والاستمتاع بمشاهدة النجوم في ظل العتمة بسبب انعدام الإنارة.

ففي ولاية الرستاق قام مجموعة من الشباب بشق مسار جبلي بجبل الدعن بالرستاق يمتد من منطقة الظاهر إلى شرجة هنج القريبة من عين الكسفة، حيث أقام الشباب في طريق المسار كراسي حديدية للاستراحة والاسترخاء، وقد التقط الشباب مناظر جميلة من الأعلى لمدينة الرستاق التي تظهر بكامل تفاصيلها.

وقد نشرت صحيفة النبأ الإلكترونية بتاريخ 22 من نوفمبر الماضي خبراً عن هذا المسار أوضحت فيه أنَّ مجموعة من الشباب بولاية الرستاق قامت بمبادرة لتهيئة مسار جبلي نحو قمة سلسلة جبال الرستاق والتي تعرف باسم دعن الرستاق.

حيث تتميز هذه الجبال بارتفاعها الشاهق وإطلالتها البانورامية على مركز ولاية الرستاق، فعلى ارتفاع أكثر من ألف متر عن مستوى سطح البحر يمكنك رؤية قلعة الرستاق وواحات النخيل الخضراء.

ولما كان المسار شاهقاً والانحدار شديداً بهذه الجبال فقد بادر مجموعة من شباب ولاية الرستاق من هواة وممارسي التسلق والمشي الجبلي بتهيئة مسار أسموه مسار دعن الرستاق، حيث يسهل على متوسطي اللياقة سلوكه نحو القمة.

ويبلغ طول المسار أكثر من ألف متر ابتداءً من مجلس الظاهر وصولاً إلى استراحة عمل الشباب في تجهيزيها لتكون استراحة للواصلين بعد رحلة ممتعة.

وذكرت الصحيفة أنَّ نادي الرستاق قام مؤخراً بإشهار فريق للمسير والذي يهدف لتنظيم ودعم جهود الشباب في مختلف قرى وجبال وأودية ولاية الرستاق.

فمن خلال هذه المبادرات الشبابية فإنني أقولها بصراحة وشفافية إنَّ عراب هذه المبادرات هو المهندس هارون بن ناصر العوفي الذي نجده وسط معمعة هذه المبادرات، وقد عبَّر عن سعادته بسلوك المسار الجبلي مسار الدعن شاكراً لجهود الشباب ومبادراتهم في توفير البنية الأساسية للأنشطة الرياضية والسياحية خصوصاً وأن فكرة تسلق الجبال والمشي بالمسارات الجبلية أصبحت هواية محببة للكثيرين، وهي رياضة صحية وممتعة لاستكشاف البلاد الزاخرة بالجمال.

وهناك مبادرات شبابية في مختلف ربوع بلادنا الحبيبة، من بينها مبادرة مجموعة من شباب وأهالي ولاية العوابي لشق مسار جبلي يربط قرية العلياء بوادي بني خروص بولاية العوابي بالجبل الأخضر بمحافظة الداخلية والمعروف باسم ضبك الصفاة.

هذا المسار تمَّ بهمم الشباب وبالتعاون مع سلاح الجو السلطاني ضمن الأدوار التي يطلع بها والمتمثلة في تقديم العون والمساعدة للمواطنين والمقيمين أينما كانوا على هذه الأرض الطيبة، حيث استغرق العمل في صيانة هذا الطريق اثني عشر يوماً باستخدام طائرة عمودية تابعة لسلاح الجو السلطاني العُماني قامت بنقل المواد والمعدات التي تطلبتها عملية الصيانة.

وكشف المسار عن مناظر خلابة على طول هذا المسار الذي فتح الباب على مصراعيه أمام السياح من هواة المشي وتسلق الجبال، كما سهل التواصل بين قرى السلسلة الجبلية بين جنوب الباطنة والداخلية.

وكان هناك طريقاً للقوافل التجارية قديماً، يربط الجبل الأخضر بولايات العوابي والرستاق حيث يتم جلب منتجات الجبل الأخضر التي تباع في أسواق الرستاق والعوابي وبقية الولايات، كما تصدر البضائع من أسواق الرستاق والولايات المجاورة إلى الجبل الأخضر، وغالب الظن أنَّ هذا المسار هو نفس ذلك المسار التي كانت تسير فيه قوافل التجارة قديماً.

وبالعودة إلى ولاية الرستاق التي شهد العديد من قراها الجبلية شق مسارات جبلية هامة بغرض التواصل بين المناطق، إلى جانب الرياضة والسياحة، فهناك طريق جبلي يربط قرية وجمة بوادي السحتن بولاية الرستاق بقرية المسفاة بولاية الحمراء بمحافظة الداخلية، حيث تمَّ شق هذا المسار منذ زمن وأصبح يجتذب هواة الرحلات الجبلية ومتسلقي الجبال.

كذلك هناك مسارات وطرق شقت بمعاول الشباب في عدد من قرى ولاية الرستاق منها طريق قرية سيع بوادي بني غافر، وطريق شقها رحالة سني لمسافة 2 كيلومتر، ومسارات وطرق أخرى في نيابة الحوقين ووادي الحيملي ووادي الحاجر لم تحضرني في هذه العجالة من كتابة هذا المقال، وبإذن الله سوف أفرد لها مساحة وافية في مقالاتي القادمة.

وفي ولاية وادي بني خالد قام مجموعة من الأهالي بشق طريق حارة مجمجم بقرية بضعة المعزولة تماماً عن المدينة، والتي كان الأهالي يعانون الأمرين للوصول إلى غاياتهم وقضاء حوائجهم اليومية، حيث كان الوصول إلى القرية سيراً على الأقدام لوعورة الطريق.

فالصعاب تتهاوى مع همم وإرادة الشباب من خلال العمل الجماعي التطوعي لخدمة البلاد.