الذكرى الأولى

 

طالب المقبالي

muqbali@gmail.com

 

استقبلت عُمان وشعبها في الحادي عشر من يناير 2021، الذكرى الأولى لتولي حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد، وذلك بعد عامٍ من رحيل مُؤسس الدولة العصرية لعُمان جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه-، الذي تولى مقاليد الحكم في عُمان في الثالث والعشرين من يوليو من عام 1970 خلفاً لوالده السُّلطان سعيد بن تيمور رحمه الله، والتي استمرت خمسين عاماً، شهدت العديد من الإنجازات، ونقل عُمان من العدم إلى ما وصلت إليه اليوم.

فقد رحل جلالته طيَّب الله ثراه إلى الرفيق الأعلى في العاشر من شهر يناير من عام 2020، حيث انتقل الحكم بسلاسة ويُسر إلى حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم -حفظه الله- الذي أكد للشعب العُماني في خطابه السامي يوم توليه مقاليد الحكم في البلاد، مطمئناً إياه بأن الانتقال بعُمان إلى مستوى طموحات الشعب وآمالهم في شتى المجالات سيكون عنوان المرحلة القادمة بإذن الله.

ونحن نتابع تطورات الأمور في العهد الجديد فإن ما قاله جلالته -حفظه الله- يتحقق يوماً بعد يوم من خلال التغييرات التي تحدث في البلاد من دعم للاستثمار وتنويع مصادر الدخل، وفتح آفاق جديدة لتطوير البنى التحتية للاقتصاد العماني، من خلال تطوير الموانئ والمناطق الاقتصادية في صلالة والدقم وصحار.

ويأتي صدور المرسومين السلطانيين الساميين رقمي 6 و7 الصادرين يوم الإثنين 11 يناير 2021 بإصدار النظام الأساسي للدولة، وإصدار قانون مجلس عُمان، تأكيداً للتطوير الذي تشهد البلاد في شتى المجالات في العهد الجديد.

وأوضحت وكالة الأنباء العُمانية أن إصدار المرسومين الساميين يأتي تلبية لمتطلبات السلطنة في المرحلة القادمة وانسجامًا مع "رؤية عُمان 2040".

 وذكرت الوكالة أنَّ المرسوم السلطاني السامي رقم 6 لعام 2021م، القاضي بإصدار نظام أساسي جديد للدولة ركَّز على وضع آلية محددة ومستقرة لانتقال ولاية الحكم في السلطنة، ووضع آلية تعيين ولي العهد وبيان مهامه واختصاصاته، والتأكيد على مبدأ سيادة القانون واستقلال القضاء كأساس للحكم في الدولة، والتأكيد أيضاً على دور الدولة في كفالة المزيد من الحقوق والحريات للمواطنين، والتي تضمنت المساواة بين المرأة والرجل ورعاية الطفل والمعاقين، والنشء، والشباب، وإلزامية التعليم حتى نهاية مرحلة التعليم الأساسي، وتشجيع إنشاء الجامعات والنهوض بالبحث العلمي، ورعاية المبدعين والمبتكرين، والحق في الحياة والكرامة الإنسانية والحياة الآمنة، وحُرمة الحياة الخاصة وعلى أنَّ السجون دُور للإصلاح، والتأهيل وخضوعها لإشراف قضائي، وحماية التراث الوطني، واعتبار الاعتداء عليه والاتجار فيه جريمة يُعاقب عليها القانون.

فهذه الرؤى يشهدها المواطن تتجلى أمامه يوماً بعد يوم واقعاً ملموساً، ونهجاً خطته السياسة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- منذ اليوم الأول لتوليه مقاليد الحكم في البلاد.

فكانت أنظار المواطنين شاخصة نحو التجديد والتطوير، ففي العاشر من هذا الشهر كان هناك خبر جميل بتغيير العملة الورقية للسلطنة وتتويجها بصورة جلالة السلطان هيثم التي ارتسمت في قلوب العمانيين قبل رسمها في العملة الورقية.

وفي شهر يوليو الماضي كانت البداية في تغيير العملة الورقية بدءًا بفئة الخمسين ريالاً التي تزينت بصورة المغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه-.

فمن قراءتي الشخصية لتخصيص فئة الخمسين للمغفور له جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه أن حكمة جلالة السلطان هيثم اقتضت المحافظة على صورة جلالة السلطان قابوس تخليداً لذكراه باعتبار العملة الورقية هي من فئة 50 وهذا الرقم ارتبط بسنوات الحكم منذ تولي جلالته مقاليد الحكم في البلاد عام 1970 وحتى وفاته في عام 2020 وهو رقم ذهبي للنهضة التي قاد مسيرتها جلالته طيب الله ثراه، وهذا بحد ذاته عرفاناً وتقديراً للسلطان قابوس، وتكريماً وتخليداً لذكراه رحمه الله.