"واشنطن بوست": مساعي بايدن للتواصل مع "الجمهوريين" مصيرها "الفشل"

ترجمة- رجاء اللواتية

اعتبر بول والدمان الكاتب في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن أي مسعى للرئيس المنتخب جو بايدن للتواصل مع الحزب الجمهوري "المحافظ" سيؤول إلى "الفشل".

وقال والدمان في مقالة رأي نشرتها الصحيفة الأمريكية، إن بايدن لم يكف عن التواصل مع الأشخاص الذين لم يصوتوا لصالحه في الانتخابات الرئاسية، رغم أن معظمهم يعتقد أن بايدن "سرق" الانتخابات، كما يعتقد عدد كبير من هؤلاء أن بايدن جزء من "مؤامرة عالمية شيطانية" تضم المتحرشين بالأطفال وآكلي لحوم البشر والمتاجرين بالبشر لأغراض الاستغلال الجنسي. لكن بايدن يبدو مصمما على هذا التواصل، سيرا على خطى أسلافه من الديمقراطيين، لكن احتمالات الفشل قائمة.

وينقل الكاتب عن جينيفر جاكوبس من وكالة بلومبيرج الإخبارية قولها إن البيت الأبيض في عهد بايدن سيضم مسؤولا عن التواصل مع الحزب الجمهوري. وقال سيدريك ريتشموند عضو الكونجرس عن ولاية لويزيانا، كبير المستشارين ومدير مكتب المشاركة العامة للرئيس المنتخب إن إدارة بايدن تخطط لإنشاء مكتب لإيجاد أرضية مشتركة مع الجمهوريين. وخلال اجتماع مجلس الرؤساء التنفيذيين في صحيفة وول ستريت جورنال ليل الاثنين، قال ريتشموند "أحاول في الوقت الراهن إنشاء المكتب وأتطلع إلى التواصل مع الجمهوريين، لأنه يتعلق بمواصلة التقدم، لا يمكننا البقاء حيث نحن".

ومن المحتمل أن يطرح سيدريك ريتشموند النائب الديمقراطي عن ولاية لوس أنجلوس، أفكارا تتعلق بهذا الملف، وفي النهاية لن ينجح بايدن في تحقيق تواصل كبير مع الجمهوريين، لكنه سيحكم- كما قال مرات عدة- كرئيس لكل الأمريكيين وليس فقط لأولئك الذين صوتوا له.

ويرى كاتب المقال أن خطوة بايدن تمثل "القرار الصحيح" الذي يجب اتخاذه، مشيرة إلى أن بايدن سيعزز من تطبيق سياسات يعتقد أنها جيدة للبلد بأسره وليس فقط الولايات التي دعمته في الانتخابات. وعلى النقيض من ترامب، لن يجري بايدن "جولات النصر" في الولايات التي فاز بها فقط، غير أن هذه الخطوة لن تساعده في مسعاه.

ويشير الكاتب إلى ما يصفه بـ"الهوس اللانهائي" لدى الديمقراطيين للتوصل إلى الآلية التي تجعل الجمهوريين "يحبونهم أكثر"، وما إذا كانت هناك إستراتيجية خاصة تساعد الديمقراطيين على "فتح قلوب الجمهوريين المحافظين وعقولهم" وإخبارهم بذلك.

ولفت الكاتب والدمان إلى أن الجمهوريين- الذين خسروا التصويت الشعبي في 7 من الانتخابات الرئاسية الثمانية الأخيرة- لا يكلفون أنفسهم عناء السؤال حول كيفية التواصل مع الليبراليين، فهم لا يعينون أي مسؤول للقيام بهذه المهمة، ولا ينشرون أي مقالات في مجلاتهم تتناول كيفية القيام بذلك، كما لا ينظمون منتديات فكرية لتحري المشكلة والنظر في أي حلول لها، بل إنهم يفضلون كثيرًا ابتكار مخططات جديدة لقمع الناخبين، وجعل الأمر أكثر صعوبة على الليبراليين للإدلاء بأصواتهم.

ويرى الكاتب أن هذا الأمر تُعززه "معايير مزدوجة" في وسائل الإعلام؛ فنادرًا ما يزعج الصحفيون أنفسهم بسؤال الجمهوريين عما يتخذونه من خطوات للتواصل مع الديمقراطيين، لأن الجميع يعلم أن الإجابة "لا شيء". هذا على الرغم من حقيقة أن الأمريكيين لم يشهدوا أبدًا رئيسًا أكثر ازدراءً للأشخاص الذين لم يصوتوا له مثل ترامب، الذي خسر إعادة انتخابه بفارق 7 ملايين صوت.

تعليق عبر الفيس بوك