علي بن بدر البوسعيدي
تابعنا جميعاً الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وكيف تصرف الشعب الأمريكي في هذه الانتخابات، لكن من اللافت للنظر حتى آخر لحظة أنَّ الرئيس دونالد ترامب لم يعترف حتى الآن بالهزيمة بل إنِّه يُشكك في نزاهة الانتخابات ويطلق اتهامات بتزوير النتائج، ولربما قال البعض إنَّ ذلك يحدث في دولة من دول العالم الثالث، لكن المُفاجأة أنَّ ذلك يحدث في أكبر دولة في العالم، التي تدعي الديمقراطية!!
من ناحية ثانية كانت فترة الأربع سنوات الماضية مريرة على دول العالم، كيف لا وتصرفات رئيس الولايات المتحدة تضر بالعلاقات الدولية، كما إنه أثر على الأوضاع الإقليمية في منطقتنا، وألحق ضررا كبيرا بمسار التفاوض في القضية الفلسطينية، ما أتاح لإسرائيل العبث كما تريد في فلسطين، فزاد عدد المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين المُحتلة، وهدمت منازل على رؤوس ساكنيها، كل ذلك على مرأى ومسمع من أمريكا بل ربما تكون شجعت إسرائيل على ذلك.
وهناك أمور أخرى أيضاً تسبب فيها ترامب بسبب سياساته حتى على المستوى الداخلي، ولعلَّ أبرزها تنامي مشاعر العنصرية تجاه السود، وما حادثة جورج فلويد الذي قضى نحبه تحت أقدام رجل شرطة أبيض وما تلا ذلك من مظاهرات عارمة، ليس سوى تأكيد على ما نقول.
وتسببت الانتخابات الأمريكية في رسم صورة غير جيدة عن الديمقراطية في العالم، نظرًا لإصرار ترامب على أنه الفائز، في حين أن فوز جو بايدن محسوم.
ترامب أيضاً أضر بالتجارة العالمية عندما شن حربًا تجارية على الصين، وكاد أن يتسبب في أزمة عالمية، لولا انهماك العالم في أزمة وباء كورونا، وهي الأزمة التي ظل الرئيس الأمريكي يهون منها ويدعي أنها مؤامرة صينية وغير ذلك من الأوصاف.
ولذلك يعول الكثيرون على تولي بايدن لرئاسة الولايات المُتحدة، لكي يزيل الآثار التي ترتبت على قرارات ترامب على مدى 4 سنوات، سواء في قضايا التجارة العالمية أو التغير المناخي أو أزمة كورونا أو النمو الاقتصادي العالمي أو العلاقات مع العرب أو العلاقات مع الصين والدول الآسيوية.
تنتظر بايدن حزمة من الملفات الساخنة كذلك على المستوى المحلي الأمريكي، أولها تبعات كورونا وارتفاع نسب البطالة وقضايا العنصرية، فيما يُواجه تحدياً من نوع آخر يتمثل في الكونجرس، حيث ربما لا يستطيع الديمقراطيون امتلاك الأغلبية في مجلس الشيوخ، بينما احتفظوا بمقاعدهم في النواب.
العالم الآن تتوجه أنظاره صوب ما ستقضي به النتائج الرسمية النهائية، وما إذا كان ترامب سينجح فعلاً في قلب الطاولة والفوز بولاية ثانية، في ظل حديثه عن رفع قضايا ودعاوى قضائية ضد نتائج الانتخابات الرئاسية. وستكون الأيام والأسابيع القليلة المُقبلة حاسمة في تأكيد من هو الرئيس الأمريكي الجديد، وهل سيقبل ترامب بصورة نهائية بهذه الهزيمة أم أنَّه سيُثير التوترات؟