عازمون بالحق وبالصبر

 

ناجي بن جمعة البلوشي

تفضَّل مولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- سدد الله على طريق الخير خطاه- فأكد العزم على "استكمال الإصلاح الاقتصادي"، وهو ما يعني لنا كأمة عُمانية عظيمة أن الاستكمال سيتم بإذن الله تعالى، لكون من يُشرف على هذا الاستكمال والوصول إلى الهدف هو قائدنا المُعظم حفظه الله تعالى.

كما إن هناك من دون أدنى شك أسبابنا التي  ينبغي علينا الإيمان بها كونها تؤدي بنا إلى ذلك الاستكمال، فنحن هم الذين آمنوا وعملوا الصالحات لذا سيكون التعاون بيننا لما هو في صالح السلطنة بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر كما أخبر الله تعالى بذلك كل من أراد الثبات في كل تقلبات العصر وأحواله فقوله تعالى (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) ولأن القرآن الكريم واضح البلاغة العربية لكل من يعرف اللغة العربية أو يفهمها أو يتكلمها أو ينتمي إليها وليس حكراً على فئة دون فئة، فإنه فصل بين التواصي بالحق وبين التواصي بالصبر، فالتواصي بالحق يكون لأولي الأمر والشأن والعمل وذوي الاختصاص، أما التواصي بالصبر فيكون للمترتب عليهم ذلك التنفيذ والشأن والعمل.

وفي مثل هذا النموذج من التعاون يكون المتواصون بالحق هم المسؤولين والرؤساء والموظفين، أما المتواصون بالصبر فهم المواطنون والرعية وأبناء الوطن، لذا فليتحمل كل منِّا مسؤوليته وهو في موقعه ومكانته التي أرادها له الله تعالى، فإن كان ممن عليهم مسؤوليات تنفيذ ما أوكل إليه من أعمال واختصاص فليخلص في عمل ذلك بالحق، فهو واجب ديني ووطني وأخلاقي، كما أنَّ الذين عليهم التواصي بالصبر فليتناصحوا بينهم بذلك الواجب عليهم دينياً ووطنيًا وأخلاقياً.

حفظ الله عُمان وأبناءها وسلطانها من كل تقلبات العصر وأحواله وأنعم عليها مع كل عسرٍ يُسرا.