شبكات التواصل الاجتماعي تعج بالمعلومات الكاذبة عن الجائحة

استطلاع: اعتقاد عالمي واسع في "نظرية المؤامرة" منذ تفشي وباء كورونا

ترجمة - رنا عبدالحكيم

كشفتْ نتائجُ استطلاع عالمي أنَّ عددا كبيرا من الأشخاص في مختلف دول العالم يعتقدون أن فيروس كورونا "أنشئ عن عمد"، وأن ضحايا الفيروس "أقل بكثير" مما تم الإبلاغ عنه، وأنه "خدعة ولا وجود له في الواقع" - حسبما نشرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

وإلى جانب الإيمان بنظريات المؤامرة الأخرى، مثل أنَّ العالم تديره عصابة سرية، وجد مشروع "يوجوف-كامبريدج العالمية" -وهو مسح شمل حوالي 26000 شخص في 25 دولة صُمم بالتعاون مع الجارديان- شكوكًا واسعة النطاق ومقلقة بشأن سلامة اللقاح.

ومن بين "مؤامرات كوفيد" الأكثر شيوعًا أنَّ مُعدل الوفيات بالفيروس، الذي قتل حتى الآن ما يقرب من 1.1 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وفقًا لجامعة جونز هوبكنز "ضخم بشكل متعمد وبصورة كبيرة". وقال ما يقرب من 60% من المجيبين في نيجيريا إنَّ هذا كان "بالتأكيد أو ربما صحيحًا"، إلى جانب أكثر من 40% في اليونان وجنوب إفريقيا وبولندا والمكسيك وافقوهم الرأي. وعبر حوالي 38% من الأمريكيين، و36% من المجريين، و30% من الإيطاليين، و28% من الألمان عن نفس القناعات.

وثمَّة أدلة على أن جائحة الفيروس التاجي دفعت بعض الأشخاص إلى القول إنهم يثقون في الخبراء أكثر، لكنه أثار أيضًا موجة من المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة التي روَّجها منكرو العلم ومنظّرو المؤامرة التي انتشرت بشكل كبير على شبكات التواصل الاجتماعي.

وقال ستيفان ليفاندوفسكي عالم النفس المعرفي في جامعة بريستول البريطانية والخبير في المعلومات المضللة: "أي حدث مخيف يحرم الناس من الشعور بالسيطرة مثل الجائحة، أو إطلاق نار جماعي، سيؤدي إلى انتشار نظريات المؤامرة". وأضاف: "هذه النظريات تعطي إحساسًا بالراحة النفسية، مثل الشعور بأنهم ليسوا تحت رحمة العشوائية. وتلك النظريات تشكل خطورة في أي وقت، لكنهم أكثر خطورة في حالة حدوث جائحة؛ إذ يشجعون الأشخاص على تجاهل النصائح الرسمية، أو ارتكاب أعمال تخريب أو عنف".

وأوضح ليفاندوفسكي أنَّ نظريات المؤامرة ازدهرت أيضًا بسبب "عدم قدرة الحكومات على الحصول على رسالة واضحة. فإنها سبب آخر لحاجتنا جميعًا إلى صنع سياسة واضحة ومتسقة وقائمة على الأدلة ويمكن الوثوق بها".

ومن بين البلدان الأخرى، يعتقد واحد من كل أربعة فرنسيين، وواحد من كل خمسة مشاركين بريطانيين وإسبان، أنَّ معدل الوفيات بسبب الفيروس مبالغ فيه، في حين أن الأستراليين والسويديين واليابانيين كانوا أكثر عرضة لرفض هذا الاعتقاد.

واعتقدت أعداد كبيرة أيضًا أن الفيروس قد "أنشئ وانتشر عمداً" من قبل الحكومة الصينية أو الأمريكية، بينما يعتقد واحد من كل خمسة أشخاص في بولندا أن الفيروس بالتأكيد أو ربما أسطورة كاملة من صنع "قوى قوية" مجهولة الهوية. وقالت نفس النسب تقريبًا في تركيا ومصر والمملكة العربية السعودية إنها توافق على هذا الاقتراح، بينما وصلت النسبة في الولايات المتحدة إلى 13%.

ووفقًا للاستطلاع الذي أجري في شهري يوليو وأغسطس، فالادعاء الكاذب بأن تكنولوجيا الجيل الخامس هي المسؤولة عن انتشار "كوفيد 19" لديه أيضًا الكثير من الأتباع.

ويعتقد أكثر من خُمس المستجيبين في تركيا ومصر والمملكة العربية السعودية ونيجيريا وجنوب إفريقيا، أنه من المؤكد أو ربما يكون صحيحًا أن الأعراض "ناجمة عن التأثيرات الجسدية المباشرة على جسم الإنسان" لشبكة الجيل الخامس.

بينما أكثر من نصف النيجيريين، وأكثر من 40% من جنوب إفريقيا، والبولنديين والأتراك، وأكثر من 35% من الأمريكيين والبرازيليين والإسبان، وما بين واحد من كل أربعة، وواحد من كل خمسة من الفرنسيين والبريطانيين والإيطاليين والألمان يعتقدون أن هذا بالتأكيد أو ربما يكون صحيحًا أن "كوفيد 19" أنشئ وانتشر عمداً من قبل الحكومة الصينية.

واعتقدتْ أعدادٌ كبيرة من المشاركين في الاستطلاع أن الحكومة الأمريكية كانت مسؤولة عن إنشاء ونشر الفيروس، وفق الآتي: ما يصل إلى 37% من المشاركين في الاستطلاع في تركيا، مقابل واحد من كل خمسة في اليونان وإسبانيا، و16% في بولندا، و12% في فرنسا، و5% فقط في المملكة المتحدة. وقال حوالي 17% من المواطنين الأمريكيين إنهم يعتقدون أنه من المؤكد أو ربما يكون صحيحًا أن اللوم يقع على حكومتهم.

وكشف المسح عن وجود مشاعر مناهضة للتطعيم واسعة النطاق ومؤثرة، وهي مسألة تثير قلق العديد من الحكومات التي تأمل أن تتمكن قريبًا من تطعيم سكانها باللقاح ضد "كوفيد 19".

وعبر 19 دولة مختلفة، قال 20% أو أكثر من المشاركين في الاستطلاع إنهم أعطوا بعض المصداقية على الأقل للرأي القائل إن "الحقيقة حول الآثار الضارة للقاحات يتم إخفاؤها عن عمد عن الجمهور"، بما في ذلك 57% من جنوب إفريقيا، و48% من الأتراك و38% من الفرنسيين و33% من الأمريكيين و31% من الألمان و26% من السويديين.

تعليق عبر الفيس بوك