ناجي بن جمعة البلوشي
على الرغم من أنَّي من بين الرافضين لمبدء الإغلاق التام وتقييد حرية الأفراد في التنقل والحركة إلا أنني أراني راغبًا فيها هذه المرة خاصة بعد الانحسار الذي لمسناه في مُؤشرات الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد 19) بعد الإغلاق التام الذي عشناه في الأسبوعين اللذين فرض فيهما.
ولأنَّ طبيعة الفيروسات دائماً بين الشدة والفتك أو الضعف والانحسار، فإنَّ هذا الفيروس الآن في حالة ضعف وانحسار واضح بأرضنا الحبيبة لكنه في شدة وفتك في دول أخرى مثل جمهورية الهند مثلاً، ومن أجل صناعة النهاية لهذا الفيروس ومنعه من الانتشار بيننا كان لابد من وجود وسائل منها ما قمنا به ونقوم به في كل وقت كالالتزامات والاحترازات الوقائية والتباعد الجسدي ولبس الكمامات وغيرها، لكن هذا يعني لنا أيضاً أننا نحتاج لوقت أطول يساهم في انحسار هذا الفيروس من بيننا خاصة وأنه يسجل يومياً حالات إصابة بيننا. وهنا أضع مقترحاً للجنة العليا المعنية بالتعامل مع جائحة مرض كوفيد 19، ونرى فيه أنَّه قد يُساعدنا على اقتصار الوقت اللازم لانحسار هذا الوباء، ونظن أنَّ بهذا الاقتراح يمكننا من أن نقلل من قوة انتشار الفيروس بيننا في كل مرة بل ونسهم في ضعفه ونعمل على صناعة نهايته مما سيساعدنا حتماً على القضاء عليه في بلادنا بإذن الله تعالى .
وهنا الاقتراح عبارة عن فلسفة الغطسة وهي طريقة أو أسلوب الإغلاق المبني أساسه على مُفاجأة الجمهور بالإغلاق التام لمدة لا تزيد عن ثلاثة أيام في كل مرة، وهذا الإغلاق يكون تاماً في كل نواحي الإغلاق بمعنى لمدة 72 ساعة أو أقل في المنازل كأن نعلن مثلاً في نهار يوم الأربعاء بأنه سيتم الإغلاق التام من الساعة العاشرة من مساء الأربعاء إلى بداية الساعة السابعة من مساء يوم السبت، أو ما تراه جهات الاختصاص مناسباً لها ولأجهزة ضبط نقاط السيطرة والتحكم.
أما ما نتمناه من نتائج هذا الأسلوب أو الفلسفة هو الزيادة في كبح انتشار الوباء بيننا وصناعة النهاية له، فما نسجله اليوم من أرقام نعتبرها عددا كبيرا كنسبة وتناسب مُقارنة بما يسجل بيننا وبين الدول الخليجية العربية، مع قناعتنا التامة بأننا في مستوى مرضٍ جدا، فنحن في كل يوم نزيد ونفتتح أنشطة وممارسات جديدة كانت مغلقة في السابق يقابلها ثبات في الرقم والإحصائيات اليومية تقريباً وهذا دليل على انحسار الوباء وضعف قوته، ولأننا تعودنا على الصبر والعمل الجماعي والحفاظ على مُقررات اللجنة العليا المكلفة بالتعامل من جائحة مرض كوفيد 19 فإنَّ مثل هذا الاختبار البسيط لن يُؤثر علينا فقد تعودنا على ما هو أكبر منه، ولربما من الغطسة الأولى نصل إلى نصف الرقم الذي نعلنه حالياً في أعداد الإصابات اليومية، أو في الغطسة التالية نذهب إلى نصف ذلك النصف، فغايتنا ومرادنا هو خفض انتشار الفيروس بيننا ليزيد في الانحسار والتلاشي بإذن الله تعالى، فالأسباب دائما هي الوسيلة المساعدة لذلك وهنا وضعنا سببا قد يكون مقنعاً لذوي الاختصاص والمسؤولين بالأمر.
وفي كل الأحوال هي أفكار نُقدمها في كل مرة نفكر فيها لحل يُساعدنا على التخلص من هذا الوباء، من أجل تخفيفه وتخفيف وطأته علينا وفك تقييده لحرياتنا، فتركنا للكمام خير من تنفسنا به وحريتنا في التنزه في بلادنا خير من خوفنا من التنزه فيها، وليجعل الله لنا مع كل عسر يسرا.