التراخيص الآسيوية.. وبناء أندية قوية

 

أحمد السلماني

9 أندية من أصل 44 ناديا بالسلطنة تمكنت من الحصول على الرخصة الآسيوية، التي تُمكِّنها من المشاركة في دوري النخبة المحلي، فيما لا يزال هناك 15 ملفا لـ15 ناديا في قائمة الانتظار؛ الأمر الذي اضطر معه اتحاد الكرة إلى تمديد المهلة الممنوحة للأندية، بعد أن أخفقت معظم الأندية في تجاوز معيار بند الاستقرار المالي، وهو أحد أصعب الشروط في ظل حالة عدم الاتزان في المعادلة بين موارد الأندية ونسب الصرف.

معايير وشروط وضعها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من أجل الحصول على الرخصة التي لو توافرت بالأندية العُمانية، فمن الممكن أن تشكل قاعدة صلبة ومتينة يمكن البناء عليها في ضمان استقرار مستويات الأندية الفنية في مشاركاتها: محليًّا، وإقليميًّا، وحتى قاريًّا.. ومن هذه المعايير: البنية التحتية الأساسية الرياضية.

المعيار الثاني: الإدارة والأفراد والشكل القانوني للنادي، والثالث يتمثَّل في: الإدارة التنفيذية للنادي وأجهزته الفنية والطبية، وأخيرا يبقَى الشق الأصعب والمتمثل في الجوانب المالية للقوائم المالية السنوية من موارد ومشاريع مستقبلية، وعدم وجود مديونيات أو مستحقات على النادي.

وتُعتبر الأندية الركيزة الأساسية التي تقوم عليها الهيكلة الرياضية العمانية، ولن تخرج كرة القدم العمانية من دائرة الظل وترتقي للقدرة التنافسية قاريًّا إلا بعد إحداث ثورة وتغيير شامل في الفكر والمنظومات الإدارية لهذه الأندية بقدوم شخصيات جسورة وبأفكار متقدمة وخارج نطاق الإدارة النمطية والتقليدية، وهذه متوفرة، لكنها لا تجد فرصة للوصول إلا بتنحِّي الديناصورات الجاثمة لسنوات على إدارات بعض الأندية، إلا أنَّ نظام التسجيل الإلكتروني الجديد لعضويات الأندية سيطيح بها قريبا إن شاء الله.

ومما يُؤسف له حقيقة أنَّ هناك طيفًا محسوبًا على النخبة من الرياضيين يطالبون بأن تحضر أنديتنا في دوري الأبطال الآسيوي، طموح مشروع لكنه مبتور وغير واقعي، ربما لا يعلم هؤلاء أن هناك 49 معيارا يجب توافرها في الأندية العمانية إن أرادت الوصول لهذا المستوى ومقارعة القوى الكروية الكبرى، والأمر مشروط بتحقيق الأندية العمانية نتائج إيجابية في كأس الاتحاد الآسيوي 2020 وانتظار التصنيف السنوي الذي يصدر بعد انتهاء مسابقات الاتحاد الآسيوي، والذي يوضح موقع الأندية العمانية، وفي أي مسابقة ستشارك في آسيا، كما أن تصنيف المنتخبات من 1-6 آسيويا يسمح لأنديتها اللعب مباشرة في دوري الأبطال، وهناك نصف مقعد للأندية من 7-9، والمنتخبات من المركز 10 وصاعدا تلعب أنديتها في كأس الاتحاد الآسيوي والذي يشترط أن تتوافر بالأندية 19 معيارا فقط.

ولطالما طالبنا بوقف هذه المشاركات لحين ضمان حضور جاد للأندية العمانية، لا أن تشارك لاستلام الدعم وصرفه على المديونيات ورحلات السفر.

قيادة رياضية جديدة بالسلطنة يعوَّل عليها الكثير في إعادة صياغة دورة عمل منظومتنا الرياضية، ولديها من الفرص والتحديات الشيء الكثير، وعليها قبل ذلك أن تفنِّد سؤالا مهما: ما الذي نريده من الرياضة؟ صناعة وتنافسًا، أم صحة وترفيهًا؟