"حان وقتنا".. ستايسي أبرامز تعري مساوئ النظام الانتخابي الأمريكي

ترجمة- رنا عبدالحكيم

توظف الديمقراطية البارزة ستايسي إيفون أبرامز خبراتها في العمل السياسي بالولايات المُتحدة للدفاع عن قضيتها الأولى وهي بناء "أمريكا عادلة"، وتحشد كل الأفكار الداعمة لهذه القضية في كتابها الصادر حديثاً بعنوان "حان وقتنا.. القوة والهدف والنضال من أجل أمريكا عادلة".

 

ستيسي أبرامز.jpg
 

وأبرامز سياسية أمريكية من أصول إفريقية ومحامية ومؤلفة خدمت في مجلس النواب بولاية جورجيا من عام 2007 إلى عام 2017، وشغلت منصب زعيم الأقلية بين عامي 2011 و2017، وهي عضو في الحزب الديمقراطي، ومرشحة سابقة للحزب في انتخابات حاكم جورجيا لعام 2018. ومن المُتوقع أن تصبح ستايسي إيفون أبرامز نائبة للمرشح الرئاسي جو بايدن، إذا حالفه الحظ وأصبح رئيساً للولايات المتحدة.

ويتضمن الكتاب مجموعة من التناقضات لكنها تصب في النهاية لتأكيد وجهة النظر، فالمؤلفة تمزج التوترات بين الصبر والتعجل، وبين الخوف والعزيمة، وبين وعود سابقة ومطالب آنية. وتغطي أبرامز في كتابها الكثير من الجوانب، مثل سياسات الهوية وحقوق التصويت والإحباط السياسي وقضايا عرقية، لكن قبل كل شيء، تكتب عن العمل الدؤوب والمطلوب لجعل ميثاق المُشاركة الديمقراطية حقيقيًا.

وفي كتابها تتناول أبرامز بعض الأحداث التاريخية، مثل التعديلات الدستورية التي أنهت الرق وعززت المساواة في التصويت، والقرارات التاريخية للقضاء الأمريكي مثل قضية براون ضد مجلس التعليم، والتشريعات الحيوية التي تمَّ سنها مثل قانون حقوق التصويت، لكنها تعترف بكل خطوة على اعتبارها خطوة، وليست غاية. فتقول "غالبًا ما نرى هذه اللحظات التاريخية كنقاط وميض تشبع رغبتنا الفورية؛ ومع ذلك، فإنَّ القوانين الجديدة، والقواعد الجديدة، هي فقط خطوات مؤقتة، ولذا يجب القيام بالمزيد لتحقيق الأهداف كاملة".

وبالنسبة إلى أبرامز، فإنَّ "المزيد" تعني مواصلة المعركة ضد قمع الناخبين، إذ تعتقد أن هذا القمع مارس دورًا مهمًا في هزيمتها عام 2018 بانتخابات حاكم جورجيا. ويمزج كتابها بين تجاربها الذاتية كمشرعة ومرشحة وناشطة ضد تاريخ أمريكا الطويل المتمدد ببطء- وأحيانًا في تراجع- لحقوق التصويت. وترى أبرامز أنَّ التصويت يمكن أن يكون "قفزة إيمانية"، إذ يعكس ليس فقط الإيمان بمرشح أو حزب، لكن الإيمان بنظام كامل، نظام يمكن تحريفه وإعاقته في خطوات مُتعددة على طول الطريق.

وتكتب أبرامز أنَّ الخطوة الأولى، وهي تسجيل الناخبين، ليست سوى عملية "مبهمة ومربكة"، تختلف بشكل كبير من دولة إلى أخرى. وتصف في ثنايا الكتاب كيف يتم حظر وتشويه مُحركات تسجيل الناخبين من قبل مجموعات خارجية، وكيف تعني سياسات "المطابقة التامة" التمييزية أن مجرد واصلة مفقودة أو فاصلة نصية في غير مكانها في اسم شخص ما يُمكن أن تحطم أحد التطبيقات. وتوضح أبرامز أنه حتى إذا كان المواطن مسجلاً في النظام الانتخابي، فإنَّ التطهير المتكرر لقوائم التصويت أصبح "أداة فعالة لتجريد الناخبين المؤهلين من حقوقهم". وتقول إنه في بعض الأحيان يكفي مجرد عدم التصويت مؤخرًا لتطهير الناخب، كما لو كانت الحقوق الدستورية تختفي فقط بسبب عدم مُمارستها.

وترى المؤلفة أن الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة يتصوران أن التحول الديمغرافي لأمريكا سيقدم بطريقة سحرية بعض التحالفات الانتخابية الجديدة، ويعبران عن تفاؤلهما الكبير تجاه هذا الأمر. وتقول: "الديموغرافيا ليست مصيرًا... إنها فرصة".

وفي كتابها، تسلط أبرامز الضوء على الشخصية الشريرة في قصتها، وهو الحاكم بريان كيمب الجمهوري الذي هزم أبرامز في انتخابات 2018، رغم أنه كان في منصب سكرتير ولاية جورجيا في ذلك الوقت، وتم تكليفه بالإشراف على الانتخابات التي هو في الأساس مرشح بها. وتوضح أبرامز أنها لم تقدم تنازلاً تقليديًا لخصمها، لأنها تعتقد أن القيام بذلك "سيصادق على النظام الذي يحذف الناخبين من القوائم، ويضمن عدم تمكن الآلاف من الإدلاء بأصواتهم، ويمنع فرز الآلاف من الأصوات". وبدلاً من ذلك، في خطاب ألقته بعد أكثر من أسبوع من الانتخابات، اعترفت فقط بأنها لم يكن لديها معالجة قانونية لتلك الحالة. وتكتب: "لقد تم التلاعب بالنظام".

لكن أبرامز تنظر إلى ما وراء كيمب، وتزعم أن مسؤولين آخرين من الحزب الجمهوري على مستوى الدولة في جميع أنحاء البلاد "شنوا حربًا للحيلولة دون وصول الناخبين للجان الاقتراع" وأن أهدافهم بشكل موحد تتمثل في الأشخاص الملونين والمتجنسين والطلاب، وهي الفئات السكانية المُؤهلة بشدة للتصويت للديمقراطيين. وتقول في كتابها "يتم استخدام أسلوب التخويف من تزوير قوائم الناخبين لتبرير الحواجز المُختلفة، على الرغم من أنَّ حقيقة سرقة الناخبين تبرز بشكل أكثر وضوحا".

وفي الآونة الأخيرة، أوضح الرئيس دونالد ترامب أنَّه يعارض توسيع التصويت عن طريق البريد في ظل الإجراءات الاحترازية المتخذة بسبب جائحة فيروس كورونا، ويرى- من منطلق حزبي بحت- أنَّه سيؤذي المرشحين الجمهوريين!

وتطلق أبرامز سلسلة من المقترحات الإصلاحية منها سن قوانين فيدرالية تفرض التسجيل التلقائي للناخبين المؤهلين، والتواصل مع المجتمعات المهمشة للتعريف بأهمية التعداد، ومعايير التوظيف والمعدات الوطنية لأماكن الاقتراع. وتمزج أبرامز التاريخ الشخصي، والتحليل الإحصائي، مع المقترحات السياسية التفصيلية، وتقدم حجة مقنعة، بأنَّ أي أجندة تشريعية تقدُمية يجب أن تبدأ بإصلاح نظام التصويت في الانتخابات، ولذا يرى مؤيدون لهذا الكتاب أنَّه يمثل مصدر إلهام لجموع الليبراليين حول العالم.

تعليق عبر الفيس بوك