معركة مع العدو الخفي

 

ناصر العبري

بذلتْ الحكومة كل طاقتها منذ بداية جائحة كورونا وتفشي الفيروس، وكانت السباقة في المكافحة والتوعية واللقاءات في وسائل الإعلام المختلفة، وأمر حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بتشكيل لجنة عليا معنية بمتابعة الجائحة وإصدار القرارات اللازمة، وبذلت جهودًا كبيرة وسهرت الليالي للتخفيف من أضرار هذه الجائحة.

وبذلت مختلف الأجهزة -الأمنية منها والإعلامية- جهودا حثيثة لببث التوعية والإرشادات بكل اللغات للمواطنين والمقيمين. لكن للأسف نحن نعيش بين أصم وأعمى (الأصم هو الإنسان، والأعمى هو الفيروس). الأصم الذي لا ينصاع ولا يستمع إلى التوعية، فالاستهتار وعدم الجدية يشغلان حيزا كبيرا في فكر وعقل أغلبية المجتمعات، بجانب الاستهانة بالإجراءات الاحترازية وعدم أخذ الأمور بجدية.

ووسائل الإعلام لا تستطيع القيام بجميع الأدوار، لكن على الإنسان في المجتمع وفي محيط البيئة التي يعيش فيها أن يتحلَّى بالوعي وينقله لمن حوله، من خلال أخذ الاحترازات والاحتياطات والابتعاد عن الأماكن المزدحمة وعدم الخروج إلا للضرورة، لأنَّ حكومتنا الرشيدة تريد صحة الإنسان وسلامة المجتمع.

أنت وأنا وهو وهي، لنا دور في البيت والعمل والشارع، علينا أن ندعو للتوعية، وعدم الاستهتار، والجدية في الأمور. فما نشاهده يوميا من ازدحام على المولات والمحلات التجارية والشوارع يدعو للاستغراب، ونحن نسمع يوميا عن أعداد الإصابات وازديادها وأعداد الوفيات أيضا، إذن لابد من وقفة من قبل اللجنة العليا لحسم الأمر بقرارات أشد صرامة على المخالفين، مع التنبيه المتكرر.. لكن للأسف هناك فئة تعلم  كل العلم بمخاطر الفيروس وسهولة انتقاله، لكنها لا تبالي.

إننا نعيش في معركة مع خصم وعدو خفي يتواجد في أماكن غير معروفة، وعلينا أخذ الاحتياطات اللازمة، وأن نستمع لقرارات اللجنة العليا؛ لأن ذلك من مصلحتنا جميعا. ومن خلال مقالي أوجه عبارات الشكر والامتنان لحكومتنا الرشيدة وإلى اللجنة العليا ووسائل الاعلام المختلفة في السلطنة. وكلمة شكر وعرفان لجميع العاملين في القطاع الصحي والأطباء والممرضين والكادر الإداري خط الدفاع الأول، الذين يعملون ليل نهار لخدمة أبناء عمان والمقيمين على ترابها الطاهر.