تدريب الكفاءات الإدارية

علي النعماني

التدريب من الأمور المهمَّة في المؤسسات بمختلف مستوياتها وأنواعها وأنشطتها؛ حيث يُعد العمود الفقري للعمل الإداري، وعاملا مساعدا في الرُّقي والنهوض بتجويد عمل المؤسسة على المستوى الداخلي والخارجي لها.

وتسعَى المنظمات لإلحاق أفرادها بدورات تدريبية تتماشى وطبيعة عمل كل موظف. ومن جانب آخر، نسمع بعض الأصوات من الموظفين المجيدين في عملهم بأنَّهم لم يحظوا بتلك الدورات، بل إنَّ البعضَ منهم يقول إنَّه لم يتم إلحاقه بأية دورة أو برنامج تدريبي منذ التحاقه بالعمل. وهذا المنحنى يضع علامة استفهام كبيرة نحو تلك المؤسسة سواء حكومية أو خاصة في تجاهل قدرات موظفيها وعدم حثِّهم على التدريب سواء بشكل ذاتي أو جمعي ممنهج.

وفي الآونة الأخيرة، ونتيجة أحداث جائحة كورونا، لمسنا جميعا الدورات والمحاضرات الافتراضية التي قامت بها المؤسسات المختلفة والجمعيات الخيرية، والتي كان لها الأثر البالغ في إكساب المهتمين بالمواضيع المطروحة في تلك اللقاءات الافتراضية وبأبسط السبل وبأقل التكاليف؛ حيث لا يتطلب الولوج لتلك الدورات إلا جهاز كمبيوتر أو هاتفا ذكيا وإنترنت ذا سرعة معقولة. (سرعة معقولة) نعم هذا موضوع يحتاج لنقاش آخر ربما كانت الشركات المشغلة للإنترنت النصيب الأكبر للإدلاء بما تجود به خيراتهم للمستفيدين منها، ونلاحظ اهتماما لا بأس به من قبل بعض الشركات المزودة للخدمة في بعض المناطق ونطمح للمزيد حتما.

ومهما كانت الأمر في الانتشار لتلك المنصات الافتراضية إلا أنَّ بعض الدورات لها طبيعة مختلفة يتطلب الأمر الحضور حتى على مستوى أفراد المنظمة الواحدة، وتنظيمها حتى على مستوي القسم الواحد وفي وقت الدوام وبشكل مستمر، هذا النهج حتما سيؤتى أكله ويحقق العدالة ويبث روح المنافسة بين الموظفين، وهذا ديدن القادة الناجحين الذين يسعون دائما لتنمية مهارات وقدرات مرؤوسيهم بما يحقق جودة العمل والوصول لأهداف المرسومة مسبقا.

أمَّا حرمان الموظف من الدورات المستحقة له، فهذا سيولد لديه عدم الشعور بالرضا الوظيفي؛ وبالتالي سيؤثر على إنتاجيته في العمل؛ فالتعزيز المعنوي يقارع ويواكب التعزيز المادي تماما، لذا فالقائد الحاذق هو الذي يتقرَّب للموظف ويعي احتياجاته الوظيفية قبل المادية، وكل هذا سيحقق النجاح والتميز للمؤسسة، ويذكي التنافسية المشتركة في المجتمع ليكون مجالا خصبا للإبداع والعمل المتقن.