التعليم والتدريب في زمن "كورونا"

علي النعماني

رُبَّ ضارة نافعة.. هذا ما ُيقال دائما في هذه المرحلة الحرجة التي يمرُّ بها العالم، والتي انتاب خلالها ملايين البشر حالات من الترقُّب ممزوجة بالخوف والقلق من الانتشار الواسع لجائحة كورونا، خوفا من أن يُصاب أحد منهم أو من أحبابهم بسوء، فأصبح كل فرد منا مدركًا للخطر الذي طغى وانتشر؛ متجنبين في الوقت ذاته أية مسببات قد تؤدي للإصابة بهذا الفيروس.

وفي المقابل، يرى الكثير من أصحاب النظرة الإيجابية أن هذه الجائحة فتحت آفاقا رحبة للتوجّه نحو التقنية وتفعيلها التفعيل الأمثل، والذي يتناسب والمرحلة المقبلة التي سيكون عنوانها استغلال التقانة الحديثة والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في الحياة العملية والعلمية، ولا ريب أنَّ المهتمين بالجانب التعليمي التدريبي لم تَغِب عنهم هذه النقطة، فكان الانتقال للتعلم الإلكتروني والتعلم عن بُعد ضرورة مُلحَّة بعد إغلاق المدارس والجامعات، وسعت أغلب الجامعات إلى الاستمرار في الدارسة واستغلال المنصات التعليمية في إعطاء المحاضرات وحث الطلاب على الدارسة والتعلم عن بُعد، وقد حققت الجامعات نجاحا ملموسا رغم بعض التحديات التي اعترت تطبيق هذا النوع من التعليم؛ من أهمها: مشاكل جودة وانتشار شبكة الإنترنت في عدة مناطق، وتوفير الأجهزة والوسائل المساندة، والتدريب على استخدام البرامج المرفقة للتعلم عن بُعد من قبل الطلاب وحتى المدرسين أو أستاذة الجامعات على حدٍّ سواء.

وعلى مستوى الجانب التدريبي وإجراء المؤتمرات والاجتماعات الدورية، كان لها الحظ الأكبر من الفائدة؛ حيث أصبحت بشكل افتراضي يُحاكِي أغلبها الواقعي الحقيقي، فأينعت بثمارٍ حصادها كل من طبق هذه التقانة في مؤسسته بالوجه الأمثل.

من جانب آخر، ثمة دورات تدريبية لاحظ الكثير انتشارها وتفعيلها بشكل يومي، تبث إعلاناتها في شبكات التواصل الاجتماعي وربما أغلبها إتاحة الولوج إليها بشكل مجاني، هذا النهج المبني على المسؤولية الاجتماعية التطوعية أتاح للكثيرين الاستفادة من هذه الدورات التي تزيد من رصيدهم العلمي والمهني والثقافي، فدأب الجميع على المحافظة والاستفادة منها واستغلالها الاستغلال الأمثل، وتوجيه وحث من حوله على حضورها؛ لأن أغلبها لا يُكلف شيئا عكس ما كانت عليه سابقا.

تابعنا أيضا جهود جمعيات عديدة في مجال ذوي الإعاقة في بث محاضرات وورش افتراضية كان للأسر النصيب الأكبر الحصول على المعلومات والأساليب التي تفييدهم التعامل مع أطفالهم. ومن هنا نُرسل باقات شكر وتقدير لكل من نذر وقته وجهده في السعي لنقل المعرفة للآخرين والجَود بكل ما لديه من علم لينفع به غيره، وهذه هي زكاة العلم التي يحث عليها ديننا الحنيف فلا خير في علم لا ينفع.