عُمان مَجدٌ كُتِب بحبر العهد

جيهان رافع

وَجْهَان لجوهرة واحدة على مرِّ تاريخ النهضة العُمانية المجيدة، التي أرسى دعائمها جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيَّب الله ثراه- على خرسانة المجد والسؤدد، وعمان باتت جوهرةً ثمينة القداسة والتقدُّم، واليوم يمدّها جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- بإشعاعٍ متجددٍ باسقٍ يعانق الشهبَ، ومن باب الإيمان بأنَّ البلاد لا تُبنى على تاريخ يراوح مكانه، بل تتخذ من التاريخ قدوة وتتجدَّد بأجيالها الجديدة؛ فالشباب لطالما انتظر فرصته وكل وقت له همته وله مخططه الذي يتوافق مع حداثة العصر والتاريخ يشهد ما قدمه الشباب لنهضتها حينها، نعم لقد كانوا شبابًا يندفع لتحقيق المجد لهذا البلد، ويتكاتف لينهض بها خلف قيادتهم الحكيمة آنذاك، واليوم ها هو الشاب يتكاتف خلف قيادته الحكيمة قيادة العزّ والنقاء تكمل ما بناه أعزّ الرجال وأنقاهم، فاستبشري يا عمان خيرًا وسلامًا يتجددان.

من المعلم الأساس هنا تحفر كلمات تاريخها وتعدّ منهجًا ساريًا في أوصال كل من نادى وعمل على تطبيق حب الانتماء والسعي لخير البلاد، نحن لا نستذكر كلمات السلطان قابوس -طيَّب الله ثراه- فهي باقية مرطبة لقلب ومسامع كل وطني غيور وكل مُحب سكن هذا البلد النبيل وتعلم منه معنى السلام ومصافحة الروح للروح.. قال السلطان قابوس -رحمه الله: "إننا شعب يعمل بصمتٍ، يبني بلده بحزم وتصميم، لا نميل إلى التهريج".

واليوم.. نرى هذا القول لجلالة السلطان هيثم -حفظه الله: "عُمان على أعتاب مرحلة مهمَّة من التنمية والبناء"، يبثُّ روح الأمل من قلب الأمل بقراراتٍ مُنصِفة، صائبة حكيمة، ليثبت للعالم وللبلد أنَّ الخير في الشعب الذي واكب مسيرة النهضة، ودعمها، وبذل الغالي والنفيس لأجلها، وفي الذي سيواكب عصرها الحديث ويجدد العهد دائمًا، ليكمل ما فعله أسلافه، وليكونوا أيقونة للتاريخ ونبراسًا يضيء دروبهم وقدوة يحتذي بها أبناؤهم كما كان أسلافهم.

رُبما فكرة التحديث تأتي بألم لبعض القلوب؛ لأنهم يفارقون أماكن اعتادوا عليها، واعتادت عليهم، وارتبطوا ببعضهم ارتباطًا روحيًّا، وقلّما يستطيعون تحمُّل فك ذلك الارتباط.

إنَّ تطبيق مقولة "الشخص المناسب في المكان المناسب" من أهم الأسس التي تقوم البلاد عليها، لتتطور وتزدهر وتمضي في تجديد النهضة المباركة؛ وذلك كان ولا يزال مستمرًا نحو العلياء، وهنا نجد أنَّ اللغة لا تكفي الوفاء وتعزيز الانتماء؛ فالرجال لا بالأقوال بل بالأفعال، وها هم رجال عُمان ونساؤها يتَّحدون خلف قيادتهم الحكيمة، يفاخرون بها وبوطنهم؛ وذلك يحثّنا على التكلم بلسان الحقيقة، ونضع بعض الكلمات الشعبية التي تخرج من القلب لتصل لكل قلب حين إجابة.

"قال لو هُنت من أي البلدان.. قلت وكلمتي وسط الفضا مسموعة... من صهيل خِنجرٍ ما ينهان.. من بلادٍ برفعة سُلطانها مرفوعة.. حفرها المجد على صدره نيشان.. راية من عزةِ رجالها مصنوعة.. من سلامٍ تشهد له خلايق وعُربان.. درَّة في تاج التاريخ مزروعة.. زرعته وسط الروح والشريان.. ومن بعد ربي له قلبي وخشوعه.. سلطان يا وطن السلطان يلي كل فطينٍ لحكمته مرجوعة.. حماك العلي العظيم الرحمن.. تبقى للسلام شمسًا وللمجد سَطُوعة.